علاقات وصفقات بالمليارات بين روسيا والسعودية
من صفقات بمليارات الدولارات إلى تعاون في كافة المجالات، تعلق موسكو آمالا واسعة على تعزيز الشراكة مع الرياض، حيث تتضمن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى السعودية، الاثنين، توقيع العديد من الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتطورت العلاقات الاقتصادية وخاصة الاستثمارية بين السعودية و روسيا خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ، خاصة بعد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا في 2017.
وتستعد روسيا لتوقيع 30 وثيقة، من بينها 10 عقود كبرى تزيد قيمتها الإجمالية على ملياري دولار، مع الجانب السعودي، خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى المملكة.
وتتركز الاتفاقيات الجديدة في خدمات حقول النفط والمصافي والنقل الجوي والبحري، وكذلك الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وتتجه السعودية وروسيا إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية بالإضافة إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين.
تتربع السعودية وروسيا على رأس قائمة منتجي النفط عالميا، مما جعل البلدين الأكثر تأثيرا في أسواق النفط، وهذا التأثير ظهر بشكل لافت، بعد الدور الكبير الذي لعبته الرياض وموسكو في اتفاق أوبك لخفض الإنتاج.
ومن اتفاق محدود لخفض إنتاج النفط، إلى ميثاق للتعاون طويل الأجل، بين هاتين المحطتين تتطور العلاقات بين السعودية وروسيا في مجال النفط لتصل إلى مستويات غير مسبوقة.
ففي أواخر ديسمبر من 2016 دخل الطرفان ومعهما أوبك والمنتجون المستقلون في اتفاق لخفض الإنتاج بغية إعادة التوازن إلى أسواق النفط التي كانت تعاني وقتها من تخمة في المعروض وهبوط حاد في مستويات الأسعار.
وفي ذلك الوقت كان من المفترض أن يستمر هذا الاتفاق لستة أشهر فقط، لكن ما حصل هو أن الاتفاق قد تم تمديده لمرات عدة وبقي ساريا إلى يومنا هذا.
ومن هنا وجدت السعودية وروسيا في إيجاد ميثاق يعطي صبغة رسمية للتعاون بين الدول المشمولة بالاتفاق الحل الأمثل للحفاظ على استقرار أسواق النفط على المدى الطويل والتحوط ضد الاضطرابات المستقبلية في هذه الأسواق.
هذا الاتفاق لم يكن لينجح لولا الدور الكبير الذي تلعبه السعودية وروسيا في أسواق النفط، فالبلدان لوحدهما ينتجان في الوقت الراهن أكثر من 21 مليون برميل يوميا أي مايشكل خمس الإنتاج العالمي من الخام الأسود.
وليس هذا فحسب، فالاحتياطيات النفطية المجمعة للبلدين تتجاوز الأربعمئة مليار برميل، أي ما يقارب 23 بالمئة من احتياطيات النفط الموجودة في العالم.
وتشكل الرياض وموسكو حاليا معظم الطاقة الإنتاجية الاحتياطية من النفط عالميا، فالسعودية لوحدها تمتلك نحو مليونين و300 ألف برميل يوميا من الطاقة الاحتياطية.
فيما تمتلك روسيا نحو خمسمئة ألف برميل يوميا من هذه الطاقة، الأمر الذي يجعل البلدين الأكثر قدرة على ضبط إيقاع الأسواق في كافة الظروف.