الأحزاب القومية واليسارية تندد بـ "بلطجة" الاخوان المسلمين في المسيرات الشعبية وتعتبره "فتنة" ..
فوجئت جماهير شعبنا، الَّتي لَّبت دعوات التَّضامن مع الشَّعب العربيّ الفلسطينيّ في غزَّة الأبيَّة اليوم، بحملة بلطجةٍ مبيَّتةٍ ومنظَّمةٍ قامت بها عناصر مِنْ حزب «الإخوان المسلمين» لتخريب مشاركة ائتلاف الأحزاب القوميَّة واليساريَّة في مسيرة اليوم في وسط البلد في عمَّان الَّتي شارك الائتلاف في الدَّعوة إليها؛ حيث اعترضت عناصر «الإخوان»، تلك، طريق بك أب الهتاف الخاصّ بالائتلاف ومنعته من السَّير واعتدت على نشطاء الأحزاب اليساريَّة والقوميَّة؛ ولولا أنَّ أعضاء الائتلاف التزموا ضبط النَّفس وبذلوا جُهداً كبيراً لتفادي الصِّدام، لحدث ما لا تُحمَد عُقباه.
لقد استغلَّت هذه المجموعة حرص الأحزاب القوميَّة واليساريَّة على الوحدة الوطنيَّة، وشعورها العالي بالمسؤوليَّة، فتصرفت بوقاحة وفظاظة. وحدث ذلك أمام نظر وسمع أحد مسؤوليهم.
وهدف هذه البلطجة واضح تماماً؛ ألا وهو إسكات واستبعاد أيّ صوت حزبيّ أو جماهيري يرفض أنْ يضع نفسه تحت لواء «الإخوان». علماً أن جميع فصاىل المقاومة الفلسطينية إنخرطت في هذه المعركة الفاصلة، فليس من مصلحة المقاومة أن تنقسم القوى الشعبية العربية المؤيدة لها.
إنَّنا في ائتلاف الأحزاب القوميَّة واليساريَّة، إذ ندين هذا السُّلوك المشين بأشدِّ العبارات، فإنَّنا نحذِّر من استمراره والتَّمادي فيه؛ لأنَّ من شأن ذلك توتير الأجواء في الشَّارع الأردنيّ، وتسميم الحياة السِّياسيَّة الأردنيَّة، وترك أثرٍ سلبيٍّ لدى جموع النَّاس الَّتي تُشارك في فعاليَّات التَّضامن مع أهلنا الصَّامدين والمقاومين في غزَّة وسائر فلسطين المحتلَّة.
وهذا في حين أنَّ أصوات المقاومة في غزَّة تدعو إلى توطيد الوحدة الوطنيَّة لشعبنا الأردنيّ المناضل، وتحذِّر مِنْ أنَّ الأردن مهدَّد بتهجير الشَّعب الفلسطينيّ الشَّقيق من الضّفة الغربيَّة إليه.
وفي هذه المناسبة، فإنَّنا نودُّ معرفة موقف الأحزاب المتحالفة مع «الإخوان» مِنْ هذه الفعلة المشينة؛ فأيّ حزب لديه التزام ديمقراطيّ حقيقيّ، ولديه شعور عالٍ بالمسؤوليَّة الوطنيَّة، لا بدَّ أنْ يرفض مثل هذا السُّلوك اللاديمقراطيّ اللامسؤول ويدينه.. كائناً مَنْ كان المسؤول عنه.
هذا، وندعو الشَّخصيَّات والقوى الوطنيَّة، وسائر الشَّخصيَّات والقوى الحكيمة والمسؤولة، إلى التَّوقُّف مليَّاً أمام هذا الحدث الفتنويّ الخطير، وإدانته، والعمل مِنْ أجل وضع حدٍّ له ومنع تكراره، قبل أن يتفاعل على نحوٍ سلبيِّ ويؤدِّي إلى نتائج مدمِّرة لن يستفيد منها أحد، بل إنَّها ستكون وبالاً على الجميع ائتلاف الأحزاب القوميَّة واليساريَّة.