صحوة شعبية.. ما نراه جزء بسيط من وجع الفلسطيني
ماذا يحدث في غزّة؟
إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
" مقدِّمة"
مفردة "السؤال" وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
الروائية والصحفية سماح عادل من مصر أعدّت لنا مقابلات مع كُتّاب عرب تحدّثوا من زاويتهم حول "ماذا يحدث غزة"؟ ومع الكاتب خالد الشاطي من العراق ورؤيته:
صحوة شعبية.. ما نراه جزء بسيط من وجع الفلسطيني
الكاتب العراقي خالد شاطي:
إن تضامن الشعوب العربية مع ما يحدث للشعب الفلسطيني؛ ليس وليد اليوم طبعاً؛ بل هو موجود وملموس ومعبر عنه بأشكال متعددة منذ عشرات السنين، لكن هذا التضامن اتّخذ طابعاَ مختلفاَ في أحداث غزة الأخيرة، ليس في زخمه فحسب بل في شكله أيضاَ.
لقد وجدت الشعوب العربية نفسها في حال لم تعهده من قبل أو تتصوّر أنّها ستمرّ به، من لا مبالاة الحكومات العربية بالقضية الفلسطينية وتسارعها للتطبيع مع إسرائيل؛ مُمنية النفس بالاستفادة من المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي يفرزها التصدي للوضع العالمي الجديد وبالبقاء في سدّة الحكم تبعاَ لما تقدمه من خدمات في هذا المجال.
ولذا فحال اليأس وخيبة الظّن الذي تستشعره الشعوب العربية نتيجة تغليب حكوماتها الجوانب الاقتصادية على ما عداها وما تشاهده هذه الشعوب من مجازر كبيرة ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية بحق سكان غزة المدنيين العزل؛ والصمت الدولي المريب؛ وما يحاك من حلول خبيثة في الخفاء لأهالي غزة؛ أحدث صحوة جعلت من ردود فعل الشعوب العربية مغايرة هذه المرة، فلم تكتفِ بالشجب والاستنكار والإدانة، بل اتّخذت مظاهر أخرى: ففي العراق هاجمت مسيرات قاعدة أمريكية وتعالت أصوات للاعتصام عند الحدود مع فلسطين، وفي لبنان، حاول اللبنانيون اقتحام السفارة الأمريكية. أمّا في الأردن فقد كانت أعداد المتظاهرين مهولاً، وضربوا السفارة الإسرائيلية بقنابل المولوتوف محاولين تدميرها، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي، وغير ذلك.
ويمكن القول إنّ الشعوب العربية تقف على فوهة بركان كبير، وليس ببعيد أن تنفجر هذه الشعوب لنصرة فلسطين ويكون لها القول الفصل في هذه القضية.