ناديا الروابدة تقود "العمل" بأجندة وطنية وخبرات حقيقية وعناوين اردنية ..
خاص-
حين تم اختيارها وزيرا للعمل بالتعديل الأخير على حكومة بشر الخصاونة، لقي القرار ترحيبا واسعا من النخبة السياسية والقطاع العمالي، لا سيما والحديث هنا عن شخصية رفيعة عاركت الحياة السياسية عن كثب بالنظر الى المواقع التي شغلتها خلال سنوات عملها في واجهة الحياة السياسية في الاردن.
وزير العمل، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي ناديا الروابدة، وبدخولها فريق حكومة الخصاونة يرى متابعو الشأن الاقتصادي والسياسي بأنها أداة مهمة أسهمت برفع منسوب شعبية الحكومة التي بدأت خلال الاشهر الماضية في خوض تجربة مفصلية ازاء منظومة الاصلاح الاقتصادي والسياسي، لتظهر قامة السيدة الروابدة القادمة من معقل أصحاب الأجندة الوطنية كأداة رافعة للخطط والبرامج ذات الصلة.
لفتت الروابدة أنظار صاحب القرار بما تملكه من خبرات حقيقية ابتنتها تلقاء نفسها، خبرات نأت بها عن تقولات ربطت مسيرتها بالمناصب الرفيعة بوصفها ابنة رجل دولة بوزن رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة، فكانت ان أثبتت نفسها لتطيح باي فكرة ربط قال بها المتقولون والمتربصون من أعداء النجاح.
الروابدة الإبنة، نجحت حقيقة بتسجيل سابقة أول سيدة تتقلد منصب وزير عمل، ليتأكد للمتابع والمراقب ان أمانة المشروع الوطني لا علاقة لها بماهية المسؤول الرفيع بوصفه رجل او امرأة، فمن استطاعت قيادة ادارات كبريات المؤسسات الوطنية بحجم الضمان الاجتماعي والكهرباء الأردنية وتطوير وادي عربة ومشاركتها بعضوية مجالس وهيئات وطنية هي بحق سيدة المكان المناسب.
قرار تسليم الروابدة حقيبة العمل في ايلول الماضي، لم يأت من فراغ أمام وزارة خدماتية اقتصادية سيادية بطبيعة الحال بالحديث عن تحديات جسام تعترض مسيرة الدولة في معركة النمو الاقتصادي وارتباط ذلك النمو بضغوطات معايير هيمنة صندوق النقد الدولي على دول المنطقة ، فكان لحضور السيدة الروابدة في واجهة السياسة الاردنية كوزير للعمل بارقة امل بتحقيق الأردن نسبة نمو اقتصادي حقق الاردن وفق مؤشرات رسمية للشهر الماضي - تشرين اول ما نسبته 2.6% .
السيدة الروابدة، تدرك حساسية المنصب الذي عهد اليها وتدرك جيدا حجم التحديات، وهي السيدة الخبيرة المتمكنة والذكية والتي تعي تماما الموقع والواقع المقبلة عليه بالنظر الى عناوين تلك التحديات من الحد الأدنى للأجور وتراجع توازنات سوق العمل وارتفاع نسبة العمالة غير المنظمة التي وصلت وفق أرقام البنك الدولي ما نسبته 59% للعام الماضي، إلا أن سيرة الخبرات التي تمتلكها ستشكل حائط صد في توفير البيئة الحاضنة والحافظة للحماية الاجتماعية، خبرات ستكون قادرة الروابدة من خلالها الحفاظ على توازنات سوق العمل وإنفاذ التشريعات المتعلقة به في مواكبة ستسهم حتما بحماية نسبة النمو الاقتصادي وعدم تراجعها على اقل تقدير.
اضف الى ذلك ما تم رصده من اولويات برنامج عملها القاضية بـ "حلحلة" بعض ملفات التحديات التي تعترض تحقيق هدف رؤية التحديث الاقتصادي بخلق مليون فرصة عمل خلال السنوات العشر القادمة والتي تتطلب بطبيعة الحال التماس المباشر مع الجهات ذات الصلة ببرامج التشغيل الوطنية والشراكات مع القطاع الخاص، والتي باشرتها السيدة الروابدة على ارض الواقع وفي الميدان بزيارتها مؤخرا لمؤسسة التدريب المهني كمؤسسة أولى وصاحبة دور رئيسي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومن أبرز الكيانات التي تسهم في تزويد سوق العمل الأردني بالكوادر المهنية والتقنية المؤهلة، وتلعب دورًا أساسيًا في تقليل معدلات البطالة بين الشباب الأردني .
بتسلم الروابدة حقيبة العمل امام توصيف انها الوزير رقم خمسة ممن تسلموا العمل في حكومة الخصاونة ذات الثلاثة أعوام من عمرها، هو تحد حقيقي قبلت به الروابدة وحتما ستبرع وتبدع به وهي المطلة على مفاصل معالجة وتعزيز الحمايات الاجتماعية والتي استقتها من خلال عملها وخبرتها السابقة في مؤسسة الضمان الاجتماعي.