غزة تنتصر رغم الألم

علاء عواد

«غزة» تنزف وحدها وتقاتل وحدها، ولا أحد يدفع معها ضرائب دمارها باستثناء أهل الضفة الفلسطينية، فيما تخاذل الجميع أمام مايحدث فيها. تعرف الحروب والمعارك هدناً واستراحات محاربين، لكنّ الهجوم الإسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي لا يندرج في هذه الخانة الحالة مختلفة تماماً، المواجهة ليست بين جيشَي دولتين، بل بين قوات احتلال مدجّجة ومعزّزة بدعم دولي رسمي هائل، وبين أهل غزة الذين توزّعوا فوق الأرض وتحتها، مقاومين مسلّحين، وحاضنة شعبية لا يرهبها قتل .

هي إذن معركة لا تحكمها قواعد اشتباك تقليدية، ولا تخضع لقوانين رسمتها معاهدات واتفاقات دولية يعيد تلاوة بنودها وتفاصيلها مسؤولون وناشطون يعتلون منصّات أنيقة، بعيدة عن ميدان القتل والتدمير، ولا يصيبهم منها غبار ركام أو دم مسفوك.