ض4 شهداء في طوباس ونابلس وطولكرم … والعدوان الـ15 على جنين منذ «طوفان الأقصى»

طوباس- جنين – نابلس ـ طولكرم – بيت لحم -الخليل – «القدس العربي» : قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة شبان فلسطينيين خلال مواجهات عنيفة في طوباس ونابلس وطولكرم، فيما خلفت عملية اقتحام واسعة لمخيمي جنين وبلاطة في نابلس دمارا كبيرا في البنية التحتية.
واستشهد مواطنان وأصيب 11 آخرون خلال مواجهات في مخيم الفارعة، وبلدة طمون، جنوب طوباس. وأكدت مصادر طبية استشهاد شاب وطفل، وهما: معاذ ابراهيم زهران (23 عاما) من مخيم الفارعة، وعبد الرحمن عماد خالد بني عودة (16 عاما)، من بلدة طمون.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بتعامل طواقمها مع 11 مواطنا أصيبوا بالرصاص وشظايا القنابل، وجرى تقديم الإسعافات العاجلة لهم ونقلهم للمستشفى.
وجرى اقتحام مخيم الفارعة بالآليات العسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، واندلعت مواجهات قرب مدخل المخيم وسط إطلاق نار كثيف وسماع أصوات انفجارات. وتحدثت مصادر محلية عن اقتحام بلدة طمون جنوب شرق طوباس، حيث اندلعت مواجهات. في حين أفاد مدير نادي الأسير في طوباس، كمال بني عودة، باعتقال مواطنين بينهم سيدة تدعى ليلى بني مطر، من أجل الضغط على زوجها الأسير المحرر هاني علي بني مطر لتسليم نفسه.
وفي نابلس، استشهد الشاب عبد الناصر مصطفى رياحي، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال في مخيم بلاطة.
ورياحي كان قد أصيب بجروح خطيرة في الرأس، خلال اقتحام المخيم، وخضع لعمليات جراحية، قبل أن يعلن عن استشهاده.
وكانت قوات إسرائيلية خاصة «مستعربون»، تسللت إلى مخيم بلاطة، وحاصرت منزلا في إحدى حاراته، وإثر ذلك اندلعت مواجهات في المكان، ما أدى لإصابة أربعة مواطنين بالرصاص الحي. وفي طولكرم، شيعت جماهير حاشدة جثمان الشهيد أحمد نظمي عرسان غانم (30 عاما)، الذي استشهد متأثرا بجروحه الحرجة التي أصيب بها قبل أسبوعين في مخيم طولكرم.
ومع الشهداء الأربعة ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري إلى 472، بينهم 264 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي مخيم جنين، انسحبت قوات إسرائيلية بعد عدوان جديد استمر نحو 9 ساعات، أسفر عن إصابة 7 مواطنين بالرصاص، بينهم سيدة وطفلة، واعتقال 20 مواطنا وتدمير كبير في البنية التحتية.
واقتُحمت المدينة والمخيم بأكثر من 40 آلية عسكرية وجرافات، ظهر الثلاثاء الماضي، من شارع جنين – الناصرة. وانتشر جنود إسرائيليون في حي الزهراء ودوار الداخلية، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام السيل للدموع، ما أدى لإصابة 7 مواطنين، بينهم سيدة وصفت إصابتها بالخطيرة، وطفلة برصاصة في الساق.
تزامن ذلك، مع حملة مداهمات واسعة لمنازل المواطنين في المدينة ومخيمها، وتحويل عدد من المنازل إلى نقاط عسكرية.
كذلك تعرض منزل المواطن سليم أبو عواد في منطقة الساحة في مخيم جنين، لقصف بصاروخ «أنيرغا»، ما أدى إلى اشتعال النيران وإلحاق أضرار جسيمة في المنزل، حيث عملت طواقم الدفاع المدني على إخماد النيران، التي اندلعت أيضا في منزل المواطن عثمان أبو قطنة في حي السمران داخل المخيم، قبل أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المكان وإخمادها.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر في جنين، بالاعتداء بالضرب على طواقم الإسعاف في مخيم جنين، أثناء محاولتهم نقل حالة مرضية من داخل المخيم.
وانتشر جنود الاحتلال في محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا، حيث فرضوا حصارا عليهما وفتشوا مركبات الإسعاف وأعاقوا عمل طواقمها، وسط مواجهات عنيفة. ووفق شهود عيان، فإن جرافات نفذت عملية تدمير واسعة في البنية التحتية ومركبات المواطنين في أطراف المخيم وفي أزقته وشوارعه، وسط حملة مداهمات واسعة للمنازل وعملية تخريب فيها وتفجير أبوابها. كما جرى مداهمة مخبز في شارع حيفا، وتفتيشه، فضلا عن تحطيم كاميرات المراقبة التابعة له، والتنكيل بالعاملين فيه.
وانقطع التيار الكهربائي عن أحياء من مدينة جنين بعد استهداف محولات الكهرباء بالرصاص، كما جرى تفجير مركبة في مخيم جنين قبيل انسحابها.
وحسب مصادر تتبع مجموعات المقاومة فقد تعطلت آلية لجيش الاحتلال جرّاء استهدافها بعبوات ناسفة محلية الصنع في حي البيادر .
وقالت «كتائب القسام» في جنين، إن مقاوميها وفصائل المقاومة خاضوا اشتباكات عنيفة وتفجير عبوات ناسفة في آليات العدو خلال اقتحامها مدينة جنين في منطقة البيادر ودوار السينما والدوار الرئيسي.
وشن جنود إسرائيليون أكثر من 15 اقتحاما لمدينة جنين ومخيمها منذ أن بدء الاحتلال عدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي بيت لحم، ولليوم الثالث على التوالي، جرى اقتحام مخيم الدهيشة من خلال وحدة خاصة تبعها الدفع بتعزيزات عسكرية. ونفذت حملة اعتقالات واسعة.
وأفادت وزارة الصحة بإصابة 3 فلسطينيين إحداها حرجة للغاية.
كذلك جرى هدم منزل مأهول، وشق طريق استعماري وإصابة مواطن بقنبلة غاز جنوب بيت لحم.
وأفاد رئيس مجلس بلدي الخضر، إبراهيم موسى، أن قوات الاحتلال شرعت بهدم منزل مأهول في منطقة أم ركبة جنوب بلدة الخضر، مكون من طابقين، مساحة كل واحد 150 مترا مربعا، يعود للمواطن موسى محمود عبد السلام صلاح؛ بحجة عدم الترخيص. وأضاف أن تلك القوات شقت طريقا استعماريا يمتد من البؤرة الاستعمارية الجاثمة على أراضي المواطنين «فام محمدين»، إلى منطقة أم ركبة، التي تعرضت منذ صباح أمس لاقتحام واسع.
وأشار إلى أن قوات إسرائيلية اقتحمت بتعزيزات عسكرية المنطقة وأعلنتها عسكرية مغلقة، وانتشرت عند مداخلها، وبين المنازل.
وبين أنها هدمت في منطقة أم ركبة مغسلة للمركبات وجدارا استناديا يعودان للمواطن عماد الصرفندي، بعد الاعتداء عليه بالضرب.
وأكدت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت عقب هدم المنزل، ما أدى إلى إصابة مواطن يبلغ من العمر (57 عاما) بقنبلة غاز في الرأس، وآخر برضوض وكدمات في أنحاء جسده، بعد الاعتداء عليه بالضرب.
وفي الخليل، هدمت قوات إسرائيلية منزلين، وحظيرتي أغنام، في جنوب محافظة الخليل.
وتحدث شهود عيان عن اقتحام تجمع أم قصة في بادية يطا وهدم منزل مساحته 150 مترا مربعا ويقطنه الموطن محمد يوسف طعيمات وعائلته المكونة من 30 فردا وحظيرة أغنام لماشيته، فضلا عن هدم منزل مساحته 160 مترا مربعا تقطنه عائلته المكونة من 25 فردا وحظيرة أغنام.
وصعد الاحتلال اعتداءاته بحق المواطنين في يطا وقرى وخرب ومسافر جنوب الخليل، من خلال هدم المنازل والمنشآت، ومنع المواطنين من البناء، وحرمانهم من الكهرباء ومياه الشرب، لحملهم على الهجرة عن منازلهم وترك أراضيهم لصالح توسيع البؤر الاستعمارية.
وفي ملف الاعتقالات اليومية، أعلنت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال نفذت حملة اعتقالات طالت 42 مواطنا من محافظات الضفة الغربية، بينهم امرأة وطفل.
في حين، أعلنت مصادر فلسطينية أن تدهور في وضع الأسير وليد دقة الصحي دفع إدارة سجون الاحتلال لنقله إلى مستشفى «المركز الطبي هاعيمق»، في العفولة داخل أراضي الـ48. وقالت عائلة المعتقل دقة، في بيان صحافي، إن إدارة سجون الاحتلال منعتها من التواصل مع دقة منذ أكثر من شهرين، وحتى خلال جلسة «المحكمة العليا» للنظر في الالتماس المقدم للإفراج عنه في العشرين من الشهر الماضي.
وأضافت أنها علمت من خلال المحامية نادية دقة، أنه تم نقل المعتقل دقة منذ يوم الأحد الماضي إلى مستشفى «المركز الطبي هاعيمق» في العفولة، وليس لدى العائلة أي معلومات عن دقة، إلا أن لديه مشكلة في الدم.
وطالبت العائلة مؤسسات الأسرى والمؤسسات القانونية والصليب الأحمر الدولي، بالتدخل الفوري لتأمين زيارة عائلية وطبية طارئة للمعتقل دقة، والعمل على الإفراج الفوري عنه، خاصة أنه أنهى محكوميته الفعلية منذ 24 آذار/ مارس الماضي،
ويعاني حالة صحية حرجة جدا، جراء صراعه مع نوع نادر من مرض السرطان.
يُشار إلى أن دقة أحد المعتقلين القدامى قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 معتقلا، بعد الإفراج في كانون الثاني/ يناير الماضي عن أقدمهم وهما المحرران كريم يونس، وماهر يونس.
إلى ذلك، ألغى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، تأشيرة إقامة المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، وذلك بزعم «عدم إدانتها جرائم حماس وإدانتها إسرائيل».
وقال في منشور عبر منصة «إكس»، إن قراره إلغاء تأشيرة إقامة هاستينغز، جاء بسبب «عدم إدانتها أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول».
وكانت هاستينغز قد حذرت، يوم أول أمس الثلاثاء، من أن توسع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى جنوب القطاع، يمكن أن يؤدي إلى «سيناريو أكثر رعبا»، قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه.
وفي بيان لها، أكدت أن توسع العمليات البرية الإسرائيلية إلى جنوب غزة «أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين على اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطا متزايدا، حيث ينتابهم اليأس في مسعاهم للعثور على الغذاء والماء والمأوى والأمان».