ايمن الصفدي (فارس من وطني) .. خاطب الاردنيين وكسب تأييد العرب والمسلمين وغير من مواقف الاوروبيين
خاص- حسن صفيره
في المشهد السياسي العربي والعالمي ازاء الحرب الصهيونية على قطاع غزة، سجل الأردن عبر قيادته اول تحرك عربي عالمي ايضا عبر الزيارات المكوكية التي بدأها الملك في الاسبوع الأول للحرب الصهيونية على غزة في جولة أوروبية لحشد موقف دولي لوقف الحرب، تشمل بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، ظل الأردن متمترسا على موقفه في تأكيد الدور الاردني في قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
السياسة الخارجية الأردنية مع ملف الحرب على غزة قادها بعد جلالة الملك وزير خارجيتنا ايمن الصفدي بصورة اذهلت العالم لجهة قوة الموقف والخطاب، وباسطاً موقف الدولة الرسمي عبر قيادته التي حذر فيها الملك من استمرار دولة الاحتلال في حربها على قطاع غزة سيدفع إلى انفجار الوضع في المنطقة، متسلحا الصفدي بذات السياق بالموقف التاريخي للأردن ازاء فلسطين وشعبها.
تصريحات الصفدي ومنذ الايام الأولى للحرب الصهيونية على غزة، حملت تصاعدا في اللهجة السياسية الأردنية بشكل حاد تجاه دولة الكيان، رغم الدعم المطلق من رأس حربة الشر في المنطقة "الولايات المتحدة" ظل الخطاب الاردني قاسيا وحادا، بحمل سمة الجرأة التي لم يقوى عليها ايٍ من دول العالم، وشكل تصريح الصفدي بأن "حماس فكرة ولا تستطيع قتل فكرة بالقنابل .. لن تقتل فكرة بالقتل والتدمير، وهذا واضح وهذا نقوله لكل العالم" عنوان مرحلة لموقف الاردن لجهة صراحة وجرأة الخطاب الرسمي للاردن، بل راحت زعامات وقيادات عربية وغربية لتبني التوصيف ذاته بعد ان اطلقه الصفدي.
ولعل الموقف الاردني الذي صدم العالم السياسي بقوته لتصديه للمخطط الصهيوني في حربه على غزة اعلنه الصفدي على منبر بيت الاردنيين التمثيلي البرلمان بأن الاردن سيعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية بمثابة إعلان حرب، وهو الامر الذي لقي حالة ارتياح ورضا واستحسان من قبل الشارع الاردني بل واعاد تموضع الاردنيين الى صدارة تجديد العهد والوعد والبيعة لقيادته الهاشمية.
أداء الصفدي خلال الفترة الماضية المتزامن مع الحرب على غزة، لم يكن اداء مسؤول رفيع بحجم وزير خارجية فحسب، وانما اداء فارس أردني أصيل آمن بدور وطنه وقيادته وسيادته على ارضه ودوره في قضايا المنطقة عامة والفلسطينية خاصة، اداء تفوق به الصفدي على نفسه، بل ودفع باتجاه تثمين القصر لأداء خارجيته والتي دفعت بسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، لزيارة وزارة الخارجية ولقائه الصفدي، مشيدا بدور الخارجية في حمل مواقف الدولة الأردنية إلى العالم، لا سيما خلال الظروف الاستثنائية الإقليمية والدولية، ودورها الفاعل والناشط في إبراز رسالة المملكة ومواقفها، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، إزاء القضايا العربية والإقليمية والعالمية.
خطابات الصفدي باتت محلياً وكما هي دوماً و(بتأثير اكبر) تخاطب عقول الاردنيين وتحاكي مشاعرهم وتروق لمسامعهم وتطرب آذانهم ، واقليميا وعربياً واسلامياً لاقت ترحاب واسع وتأييد منقطع النظير ، اما عالمياً فكان دوره مكملاً وموضحاً للموقف الاردني المنحاز للحق وعدالة القضية للشعب الفلسطيني بأقامة دولته على ترابه الوطني بعيداً عن التهجير والتوطين وبأسلوب الخاطب المتمرس وصاحب استطاع قلب المعادلة لدى الكثير من الدول الاجنبية التي انحازت لفترة من الوقت مع طروحات وسموم دولة المسخ لبني صهيون .
تحية اردنية فلسطينية مزدوجة للهرم السياسي النشمي ايمن الصفدي الذي كان وما زال وسيبقى من جنود الوطن وفي صفوف كتيبة الهاشميين الغُر الميامين مجسداً حالة وطنية من معدن الرجال الرجال الذين لا يخشون في الحق لومة لائم وعيونهم دائما نحو العلم وخلف القيادة لخدمة شعبنا الاردني العظيم وقضيته المركزية في الحقوق الفلسطينية .