قناة «العربية» تبحث عمن يحمّل المقاومة مسؤولية دمار غزة… إلى الحوثيين: «فهمناكم»

أخيرا وجدت قناة «العربية» ودون «مراسل حربي» ضالتها في «مواطن فلسطيني» واحد ويتيم «ساخط» على حركة حماس، ويتهم المقاومة بأنها تسببت بالخراب في قطاع غزة، وليس إسرائيل!
أحصيت شخصيا 8 مرات كرر فيها كونترول شاشة «العربية» على يومين مشهد المواطن «الغضبان».
برافو، الشباب عثروا على إبرة في كومة القش، وأتحفونا بسلسلة من إعادة تكرار المشهد لإثبات تلك النظرية، التي يتبناها وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس وزرائه، الذي ظهر على تلفزيون 14، وهو يحاول إقناع الكون أن «حماس هي السبب» وليس الاحتلال!
أي منا لو فقد أولاده ومنزله، ولا يوجد معه ثمن رغيف خبز ويعيش بلا مياه أو كهرباء أو مستشفى والقصف فوق رأسه لاسترسل في «لعن الظلام والضوء معا»!
أي تخفيف من معاناة «أهلنا في غزة» على أساس الصمود والتصدي ينطبق عليه القول «بوس الأيادي ضحك عاللحى».
لكن مع سقوط كل الأقنعة ننصح بالتأشير على المجرم، بدلا من الانغماس في البحث عن «ساخط هنا أو هناك».
في الضفة الغربية مثلا لا توجد «مقاومة تقصف تل أبيب، وثمة أجهزة أمنية منتشرة والشهداء يسقطون جماعيا هناك برصاص الكارتيل الإسرائيلي السفاح، دون أن تكلف «العربية» أو غيرها نفسها عناء البحث عن «إبرة أخرى ساخطة» تحمل الضحية المسؤولية وتتجاهل السفاح.
يمكن للشبكات المتلفزة الساخطة على المقاومة إيجاد أشخاص شامتين لشتيمة المقاومة.
عمليا، النظام الرسمي العربي العاجز وقممه المهترئة، ومعهم «30 عاما من التفاوض» و»المجتمع الدولي»، لم يفرجوا عن طفل أسير واحد.

«بي بي سي» والمواطن اليمني

الألم كبير وغياب الرحمة عن غزة موجع. لكن من شاهد المواطن اليمني البسيط، وهو يتحدث مع «بي بي سي»، قائلا « كلنا غزة «، يدرك أن كونترول «العربية» وغيرها من الشاشات التي تتذرع بالمهنية، وهي تبرر عدم استعمال مفردة «شهيد» عليه – نقصد الكونترول – بالحد الأدنى من واجبه المهني أن يؤشر «على بقية القصة» وجذرها «الاحتلال الاستيطاني الكولونيالي»، الذي لا يريد الوقوف عند «احتلال فلسطين»، بل «قتل أهلها العماليق» أيضا مع «حميرهم وقططهم وكلابهم»، قبل أطفالهم ونسائهم!
أين كان الزملاء في تلك الفضائيات، عندما بثت كل الشبكات العبرية خطاب نتنياهو الشهير، وهو يستدعي ذلك «الهراء عن قتل العماليق»؟!
شخصيا، يعجبني «أبو يمن»، أبقاه ألله ذخرا للأمة النائمة، وهو يهدد عبر فضائية «الهوية» كل من سيعاقب الشعب اليمني، بسبب موقفه الداعم لشعب فلسطين باستهداف «النفط والغاز».
شعوب العرب عموما لم يحقق لها النفط شيئا يذكر، بل جلب لها الدمار والاستعمار بشتى الطرق، والقمة العربية إياها تجنبت حتى التلويح بسلاح النفط، والحوثي اليوم يلوح بالنفط والغاز بصيغة «ذكية» ويقول فيها ضمنا ما يرد في أفلام قناة أكشن الأمريكية «حسنا، ثمة شريف جديد للمدينة.. ثمة لاعب جديد في فريق نادي البحر الأحمر».
أزعم أن أي تحرش باليمني الآن سيكون مكلفا، ويبدو أن «الجماعة»، وأنا منهم، كنا «فاهمين الحوثي غلط» مع تمنيات الرحمة واللحمة للرئيس الراحل بن علي ومقولته المتأخرة «الآن فهمتكم».
واقتراحي أن تبدأ ميكروفونات «الهشك بيشك» والخنوع بالبحث بين جبال صنعاء عن «يمني ما» من فصيلة «شبابيك الحماية»، يردح بصيغة المسلسلات المصرية: «وإحنا مالنا يا أخويا»! وخلي «انشراح» تزغرد للحوثي.

بريطانيا وتنشيط «السلطة»

بصراحة لا أعلم كيف «زبطت» مع «كبير المستشارين محمود الهباش»؟
وحده صاحبنا حقق عبر حديثه الأخير لمنبر عبري «الاستجابة اليتيمة» لمقولة وزير الدفاع البريطاني بعنوان «تنشيط السلطة الفلسطينية».
نتنياهو ظهر على شاشة القناة الثانية، وهو يرفض «عودة السلطة إلى غزة»، لأنها في رأيه «فشلت» في تربية أطفال فلسطين على «قدرهم الإسرائيلي»، رغم قصفهم وقتلهم وسجنهم وتجويعهم؟!
لاحقا نقلت «بي بي سي» ثم «الجزيرة» عن الوزير البريطاني القول إن «السبيل الوحيد لترسيم مستقبل غزة هو تنشيط السلطة».
لا أعلم بصورة دقيقة لماذا اختارت بريطانيا العظمى مفردة «تنشيط»، لكن «الهباش»، وبعد صمت وصيام عن الكلام امتد منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهر «لياقة بدنية»، وقرر المشاركة وفورا في حفلة «تنشيط السلطة»، وانطلقت «فتاوى» تلفت نظر البريطانيين إلى أن إسرائيل هي التي أدت لإضعاف وبالتالي خمول السلطة. لكن نحيله فورا ولأغراض «تأطير التنشيط» إلى اللواء فايز الدويري، وهو يعلق مع نشرة أخبار «الجزيرة» على «فيلم إسرائيلي مصور» يحاول تقليد أفلام القسام قائلا «يبدو لي أن المخرج متعاطف مع القسام».
الفيلم كان أشبه بلعبة «بابجي»، وفيه يرشق إسرائيليون عسكريون بكامل هيئتهم وعدتهم سقفا لحائط مدرسة، دون أدنى مقاومة من الطوب. هنا سأل المعلق الدويري فأجاب: «يبدو لي أن القصف الإسرائيلي يطال نافذة ما لأحد صفوف المدرسة».
فورا اقترحت المنابر» «تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف وتحييد نافذة الصف الأول «ب» في مدرسة جباليا الابتدائية للذكور».
بسام البدارين
 مدير مكتب «القدس العربي» في عمان