رهان السفير الكويتي
لو كان غير هذا السفير، لغادر الاستاد الرياضي، احتجاجًا على تلك الهتافات القبيحة.
ذلك تصرف سليم، من حق كل السفراء الأجانب، في كل بلاد العالم. تقدرهم بلادهم لفعله، وتؤاخذهم على تمريره.
لكنه سفير دولة الكويت. المحنك المهاب العزيز فوق العادة، الشيخ عزيز الديحاني ابو بدر، الذي يعرف، ان ما بدر وما صدر، هو زَبد وغثاء، وسقط كلام ورغاء.
السفير الشهم الكريم عزيز الديحاني، كان يعرف بفراسته وعن قرب وعن يقين، ان ردة الفعل الأردنية الشعبية والرسمية، ستكون عارمة شاملة، وستجعل خاطره يطفح بالرضى، فرب ضارة نافعة.
سئل ادهى دهاة العرب، عمرو بن العاص: ما العقل يا أبا عبدالله؟
قال: الإصابة بالظن، ومعرفة ما سيكون، بما قد كان !!.
عرف أبو بدر ما سيكون، فأخذ موقف السفراء الكبار، الذين يتحلون بالخيال الاجتماعي السياسي وفراسة الطبع الجينية.
وجاء اتصال ملكنا الحصيف المنصف، بأخيه سمو امير دولة الكويت، فصل القول، في أمر يقدر سمو الأمير الحكيم، انه امر ليس مخططا له ولا مقصودا، وأنه شغل عيال جهال.
وجاءت ردة الفعل الشعبية المدهشة، لتعبر من الأعماق، عن عميق محبتنا وتقديرنا واعتزازنا، بشعب دولة الكويت الشقيق.
يتابع شعبنا الحبيب، بلوغ الشعب الكويتي مستوى عاليًا من النضج والتقدم الديمقراطي، المتمثل في مجلس الأمة الكويتي المفخرة، الذي يعد نموذجا بارزا للكرامة والحريات والتشريع والرقابة، في الإقليم وفي العالم العربي.
ويعرف شعبنا ان الانفتاح الكويتي القومي الحضاري العريق، انتج نهضة ثقافية وادبية وصحافية وفنية، اسهمت مساهمة ثمينة في ثقافة أمتنا العربية العظيمة وتقدمها.
ويقدر شعبنا مواقف الشهامة والكرامة والنبل، لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، المتسمة بالاتزان والنضج والحنكة والحكمة وإصلاح ذات البين، في القضايا الخليجية والعربية والدولية.
ويقدرون مواقف الشموخ التي يقفها الشيخ مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، المقاتل بجسارة وبوعي وبلا هوادة، عن حقوق أمتنا العربية عامة وعن حقوق شعب فلسطين العربي.
ستظل الأخوة الأردنية الكويتية راسخة إلى الأبد، لا يزعزع ثباتها أي مزعزع، لأنها تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين، والحرص القومي، والتوافق والتطابق في نصرة قضايا الأمة.