الضغوط النفسية عارضة أم مزمنة !!!
م. هاشم نايل المجالي - يشهد الوضع الاجتماعي والعملي والاقتصادي والمعيشي تغيرات عميقة في حياة كل شخص على كل ومختلف المستويات ، الشيء الذي يفرض على كل شخص من افراد المجتمع اهمية التكيف الذي يتماشى مع متطلبات هذا التغيير .
ونشاهد اختلافا واضحا بدرجات التكيف من شخص لآخر حسب المستوى الاجتماعي والثقافي ، تمس سلوكه وتصرفاته مما انعكس سلباً وبشكل واضح على الكثيرين ، فمنهم من هرب خارج البلاد ومنهم من توارى عن الانظار ومنهم من استسلم للأمر الواقع ولحق به الضرر ومنهم من اصابه الاكتئاب وانتحر ، وجميعها بسبب الضغوطات النفسية المتزايدة عليه وتأثيراتها المتباينة لم يستطيع الشخص ان يتغلب عليها ، خاصة اذا شعر انه لوحده في الميدان ولا احد يساعده .
واذا ما اجرينا دراسة استطلاعية للتعرف من خلالها على العديد من الحالات اسبابها ونتائجها وعلى مختلف المستويات ، لوجدنا ان النتائج صادمة وفي تزايد مستمر ولا احد يريد ان يعطي الحقائق .
يُعرف الضغط النفسي او الاجهاد على انه استجابة الجسم لأي مطالب تفرض عليه سواء كانت متعلقة بالوظيفة والعمل او الضغوطات المالية وغيرها ، فهناك من الاشخاص من يستطيع التعامل معها بحكم التجربة والخبرة والممارسة وامكانية ايجاد الحلول الخاصة بها ، اما اذا زادت تلك الضغوط عن الحدود المسموح بها وخارج قدرة الشخص لتخطيها فإن ذلك سيؤثر بشكل واضح على ادائه وسلوكه العملي وعلى سلوكه الاجتماعي .
حيث سيمر بحالة من الاكتئاب والشعور بالوحدة والعزلة والاضطراب واحياناً العدوانية التي يصاحبها القلق والتوتر والخوف وفقدان الثقة بالنفس كذلك تنعكس على صحته وهذه الضغوط النفسية متعددة ومتنوعة والاهم تشخيص السبب بشكل سليم كخطوة اولى حتى يتمكن الاخصائيون للتعامل معها .
فكل انسان فينا معرض للتعرض لضغوط نفسية متباينة اسرية او عملية اومالية او علاقات اجتماعية وغيرها ، ومنها ما يهدر حياة الشخص او فقدانه لعمله او تفكك اسرته ، اي انها بشكل او بآخر ستلحق به الضرر المباشر ويشعر انه غير قادر على حماية نفسه وعدم امكانيته ايجاد حلول لها .
والضغط النفسي الحاد يستمر لفترة قصيرة من الزمن يكون فيها الشخص قد فقد توازنه ويتصرف بعدوانية اتجاه نفسه ، مثل الانتحار او اتجاه الاخرين لتفريغ ما بنسفه من احتقان وتوتر .
ومؤسساتنا الرسمية او حتى في الشركات الكبرى تفتقد لوجود خبير او اخصائي مختص يلجأ اليه الشخص الذي يتعرض لضغوط نفسية ، حتى يتمكن هذا الاخصائي من اعطائه الدعم المعنوي للتصدي لتلك الضغوط ومواجتهتها ، كذلك تهدئة نفس الشخص المعرض لتلك الضغوط والتوتر ، فهناك زوايا يجب النظر من خلالها لتلك الضغوط حتى يتمكن الشخص من مواجهتها .
من الممكن انه لا يعرف بها ويحتاج من يسانده على ذلك وهذا الخبير او الاخصائي في معالجة الضغوط النفسية من الممكن ان يكون موظفاً او يتم التعاقد معه ويلجأ اليه العاملين ، ولكل اسرة في الدول المتقدمة طبيب نفسي معتمد لديها ، كذلك مختلف المؤسسات الرسمية والغير رسمية .
وليس من العيب ان يلجأ اليهم بسبب تزايد ضغوطات الحياة العملية والمعيشية ، كذلك تزايد المحرضين على رفع نسبة التوتر لدى المواطنين بشكل او بآخر ، فطرح السلبيات باستمرار سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او الفضائيات او الاذاعات وغيرها يزيد من نسبه التوتر ، وازدياد الديون والالتزامات المالية على الشخص يزيد من نسبة الاضطراب النفسي ، وعدم تغيير نمط الحياة نحو الافضل يعطي شعوراً بالتوتر بسبب الروتين القاتل والفراغ القاتل حيث يؤدي الى التشاؤم .
كذلك هناك من يشوش الافكار بالخلط بين ما هو صحيح مع ما هو مغلوط لتتداخل الامور الفكرية والعملية بين الصواب والخطأ ، اي ان هناك العديد من مصادر الضغط النفسي والتوتر كانت قديماً عارضا اما الآن فهي مزمنة .