جلسة بجمعية الشؤون الدولية تناقش مآلات القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى

نضال النوافعة- قال المؤرخ الدكتور محمد علي الفرا إن غزة هاشم مدينة تاريخية قديمة، عصية على الأعداء، وهي أول بلد للجبارين الذين كانوا يخشونهم بني إسرائيل، أجبرت شارون على الانسحاب منها في 2005 ومن قبله رابين.
وأضاف لقد ظلت غزة محاصرة من جميع الجهات، لتمثل أكبر سجن في العالم، لافتًا إلى العديد من المحاولات لفك الحصار عنها لكن لم تكن هناك جدوى.
وقال الفرا، خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها جمعية الشؤون الدولية بعنوان" القضية الفلسطينية إلى أين بعد طوفان الأقصى؟"، اليوم الثلاثاء، إن الدوافع التي أدت إلى الحرب على غزة تتمثل "بالأعمال الاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل يوميا بحق الشعب الفلسسطيني، ومصادرة الأراضي، وتجريف المزارع، وهدم المساكن، وهجمات المستوطنين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى يوميا، والإعلان صراحة عن هدم الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم.
وأوضح، خلال الجلسة التي حضرها رئيس الجمعية رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، إن مسارعة الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل أشعر المناضلين بأن القضية الفلسطينية على وشك التصفية، فكان الترتيب من حماس أن اتخذت شعار طوفان الأقصى رمزية؛ لتحريك الشارع العربي والإسلامي، وتكون مثل الصاعق الذي يفجر انتفاضة عارمة من أجل الأقصى.
وأضاف "لكن ما حصل أنه تم عقد مؤتمر القاهرة بعد 15 يوما من الحرب، ولم يسفر عن شيء، وعقد في 11 تشرين الثاني مؤتمر الرياض بمشاركة 57 دولة عربية و إسلامية فكان من أهم قراراته فك الحصار عن غزة، وهو قرار مهم لكنه لم يطبق وبقى الحصار".
وأكد الفرا أن ما حدث في السابع من تشرين الأول كان نتيجة اعتقاد إسرائيل بعدم مقدرة المقاومة على القيام بهجوم بهذا الحجم والقوة، ولم تقدر قوة المقاومة بأنها قادرة على إلحاق الهزيمة بها خلال مدة بسيطة، مشيرا إلى أن نتنياهو يشعر بأنه في ورطة ما جعله حريصا على إطالة عمر الحرب.
وبيّن الفرا أن الدراسات التي قامت بها إسرائيل للبحث عن أسباب فشل الصليبيين في البقاء في البلاد العربية، يعود لتحصن العرب بمبادئهم، وعقيدتهم، وثقافتهم، فعملوا على تفكيكهم بالطعن في العروبة، واشعال الفتن، والدعوة إلى هويات عربية مختلفة، واتهام اللغة العربية الفصحى، ونشر العامية، وإحياء اللغات القديمة، والتلاعب بالمقررات الدراسية.
وأشار إلى أن الهدف من الحرب ليس الانتقام من حماس بل تهجير أهل فلسطين من خلال التدمير الشامل للقطاع والضفة الغربية، وأن الدافع الوحيد لوقف الحرب هو الخسائر الكبيرة التي تتكبدها، والتحرك الشعبي في الداخل الإسرائيلي، مشيدًا بالدور الكبير الذي يلعبه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في التأثير الإيجابي على مواقف دول العالم وشعوبها إزاء العدوان على غزة.
--(بترا)