حرب دينية تلك التي تجري في غزة!
جميل يوسف الشبول
في اول تصريح لنتنياهو في حربه على غزة قال انه سوف يجتث حماس ويقوم بتغيير المناهج الدراسية في القطاع ولم يكمل حديثه، ويقولها صراحة كما غيّرنا المناهج الدراسية في معظم البلاد العربية والاسلامية وتوزعت بين موقع او مطبع.
يستدعي نتنياهو أسفاراً من العهد القديم وتحديداً سفر اشعياء الذي يتحدث عن العماليق ويوجه خطابه لليمين المتطرف الاسرائيلي والمسيحيين الصهاينة في اميركا والغرب ليقول لهم إنه يخوض حرباً دينية نيابة عنهم في مواجهة الاسلام.
يستدعي نتنياهو فقرات من سفر الانبياء لربط الذهنية اليهودية والصهيونية المسيحية من الاميركيين والاوروبيين بأن ما يقوم به من عمل عسكري ضد الفلسطينيين ما هو الا تنفيذ لاوامر الرب بابادة ممثلي العماليق في فلسطين حسب الرواية اللاهوتية مبرراً قتله للاطفال والنساء بهذه الاعداد الضخمة وان ذلك ينسجم مع شريعتهم الكاذبة والخاطئة والتي يفترى بها على اصل التوراة وتعاليمها الحقيقية السمحة.
يدمر نتنياهو المسجد العمري والذي تم انشاؤه في العام 700 ميلادي ويدمر اقدم كنائس غزة والمنطقة كنيسة برفيريوس والتي يعود انشاؤها الى العام 407 ميلادي وهو يعلم قيمة هذه الاماكن لدى المؤمنين ولدى المنظمات الدولية الراعية للاوابد والاثار حول العالم ويدمر ما يزيد على ستين مسجداً تدميرا كاملا ومئتي مسجد آخر تدميراً جزئياً في اعلان وتصريح وبما لا يدع مجالاً للشك انه يخوض حرباً دينية حضارية وعلى مقاسه وبما ينسجم مع عنصريته وافترائه على الحق .
يخاطب نتنياهو الغرب قائلا ان قتله لـ 20 الف شهيد غزي فلسطيني عربي مسلم ومسيحي جلهم من الاطفال والنساء باسلحة الغرب والولايات المتحدة تحديداً ما هو الا دفاع عن حضارة الغرب واستمر في نشر صور تحريضية تشير الى قرب انهيار السد الفاصل بين الاسلام وحضارة الغرب وهذا السد هو دولته التي فرضتها قوى الشر والطغيان العالميان اذ يسوقها على انها حامية الديمقراطيات العالمية والتي انكشفت عورتها امام العالم بدماء اطفال غزة بينما يتحدث عن "حماستان وفتحستان" اشارة الى منظمات ارهابية صنعتها اميركا باعتراف رؤساء اميركان للاساءة للاسلام والمسلمين .
تحجم الدول العربية والاسلامية عن تسمية الامور بمسمياتها الحقيقية وانها حرباً دينية ثقافية لابقاء الشعوب بعيدة عما يجري لها ولمستقبلها ومستقبل اجيالها لكن النهوض الفكري الذي بدأ يسري في عروق الشعوب والذي يواجه بسلاح القمع الذي لم يخدم قوى الاستعمار الغربي عبر القرون فلم يخدم فرنسا في الجزائر ولا ايطاليا في ليبيا والقائمة تطول لكن تداعيات هذا الانكار ستكون كبيرة وصادمة ونخشى يوماً لا ينفع فيه الندم.
امباكت شركة اسرائيلية صهيونية مكلفة بمراقبة المناهج التعليمية للبلدان العربية والاسلامية في ما يخص اللغة العربية والتربية الاسلامية ونترك للقارىء رابط هذه الشركة ومن هم القائمون عليها ولا ننسى ذلك الخبير الصهيوني الذي دخل الى وزارة الاوقاف مدرباً للائمة وذكر اسم أحد هذا الشيوخ
https://www.impact=se.org/
حرب غزة حرب دينية كشفت الوجه الاسود لاميركا وفرنسا وانجلترا والمانيا وايطاليا واخيراً الصغيرة اسرائيل وكشفت ان هذا التحالف المشؤوم هو امتداد للحملات الصليبية على هذه الارض العربية الاسلامية وأن ما يتحدثون عنه من حضارة وديمقراطية كان كذبة كبرى وخداعاً مورس حتى على شعوبهم التي هبت لتدين قتل الابرياء قتل الطفولة والامومة وتدمير العمارات والبيوت فوق رؤوس ساكنيها وعلى مرأى ومسمع المنظمات الدولية الراعية للامومة والطفولة وجميع مكاتب المنظمات الدولية وخصوصاً الصحية وما جرى للمستشفيات من تدمير.
ان دماء اكثر من 20 الف شهيد فلسطيني عربي مسلم و 80 الف من الجرحى لم تكن كافية لتروي ظمأ هذا الحلف الاميركي الاوروبي الصهيوني الحاقد فالهدف هو الاسلام والمسلمون .