المغرب: نحو تعزيز النموذج الاجتماعي

  يرى عديد المراقبين للوضع في المغرب أن نمط الرعاية الاجتماعية في المملكة قد عرف نقلة نوعية منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش. فقد لقّب في الأوساط الإعلامية والشعبية المغربية، بـ "ملك الفقراء" لما التمسوه فيه من استشعار عميق للمعضلة الاجتماعية واستعداده الملفت للإصغاء لهموم الشعب المغربي وتطلعاته التنموية، وخلال زهاء عقدين ونصف من الزمن، استطاع الملك المغربي صياغة تصور شامل وممتد للقضاء على الفقر ومحاربة جميع أشكال التهميش والهشاشة.
        وتعبرّ جل المشاريع التي تمّ إقرارها في المغرب عن هذا الوعي المبكّر بضرورة تحسين ظروف عيش الناس سواء من حيث برامج التنمية المختلفة التي عنيت بالرقي بالخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطنين، أو السهر على تعزيز مختلف المنظومات المرتبطة بدعم الرفاه الاجتماعي كالصحة والتعليم والسكن.
        وشهد المغرب هذه السنة ترقية ملحوظة للخدمات الصحية تزامنا مع تدشين عديد المشاريع والمبادرات ذات الصلة، على غرار المستشفيات الجامعية التي شيدت في ربوع المملكة، وآخرها كان المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بطنجة. كما أفرد العالم القروي برعاية خاصة من خلال إطلاق برنامج الوحدات الصحية المتنقلة وهي تجربة فريدة تمكن من تجاوز معضلة الولوج العادل للخدمات الصحية بين المناطق الحضرية والقروية.  
     وعلى مستوى تحسين الظروف السكنية للمواطنين، تم إطلاق برنامج ضمن فترة 2024-2028 يعنى بتيسير ملكية السكنات وفق نظام استفادة مباشرة يمكن الأسر المعوزة وذات الدخل المنخفض من الحصول على دعم مالي مخصص لاقتناء سكن ذي معايير محددة.
   كما اهتمت الرؤية الملكية بتعزيز الروابط الأسرية من خلال توجيه منير بمراجعة مدونة الأسرة بما يكفل متانة الأسرة ويقيم دعائمها على أساس القيم المجتمعية المشتركة.
  على العموم فإن سنة 2023 كانت سنة تعزيز المكتسبات التي حققتها المملكة المغربية على مستوى دعم الطابع الاجتماعي للدولة وتجويد مختلف الخدمات التي لها انعكاس مباشر على ظروف عيش السكان.