منح وسام الذاكرة في الجزائر لاسم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

منحت المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء في الجزائر، الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وسام الذاكرة لهذه السنة، تكريماً لروحه النضالية وتجديداً للعهد مع نصرة القضية الفلسطينية في هذه الأوقات التي تواجه فيها العدوان الإسرائيلي.
وقالت في احتفالية أقامتها بالمناسبة حضرها أعضاء من البرلمان وممثلون عن هيئات وطنية وأفراد من الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر، إنها منحت وسام الذاكرة، في طبعته السابعة، إلى اسم الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، عرفاناً لمساره النضالي في سبيل استرجاع الشعب الفلسطيني لحقه المسلوب. وتم اختيار الشهيد ياسر عرفات، وفقها، كتجديد لالتزام الجزائر بموقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينية ولا سيما في ظل العدوان الصهيوني الهمجي الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتسلم وسام الذاكرة سفير دولة فلسطين في الجزائر فايز أبو عيطة، الذي قال إن "تكريم رمز من رموز الشعب الفلسطيني يثبت مرة أخرى علاقة الأخوة والترابط والدعم من قبل شعب مر بالظروف نفسها وواجه أعتى قوة استعمارية”. وأبرز السفير أن "تكريم هذا الرجل الثائر، الذي توفي سنة 2004، له وقع خاص في هذه اللحظات، لأنه أتى مع ملحمة الصمود الأسطورية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى إبادة جماعية تستهدف وجوده على أرضه”. كما عبّر السفير بالمناسبة، عن شكره وامتنانه للجزائر "رئاسة وشعباً وحكومة لكل الدعم الذي تقدمه لفلسطين”.
وأكد المنسق العام للجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، محمد الطاهر ديلمي، أن تكريم الزعيم الفلسطيني الراحل هو "تكريم لكل المقاومين الفلسطينيين”، واصفاً المرحوم بـ”رجل الإجماع الذي نجح في توحيد شتات الفلسطينيين”. وفي كلمة له، جدد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نورالدين بن براهم، مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية.
وكان الراحل عرفات يرتبط بعلاقة قوية مع الجزائر، حيث ينقل عنه عبارته الشهيرة "إذا ضاقت بكم الدنيا اذهبوا للجزائر”. وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988 أعلن من الجزائر عن قيام دولة فلسطين، وهو يوم تحتفل به الجزائر سنوياً واكتسى هذا العام رمزية خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي الذي تشهده الأراضي المحتلة وعودة القضية الفلسطينية لتتصدر اهتمامات العالم.
وتعددت في الأشهر الأخيرة التظاهرات الثقافية التي تحتفي بفلسطين في الجزائر. وقبل أسابيع، نظمت الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون مسابقة أدبية وطنية في الشعر الفصيح والشعبي وفي القصة القصيرة، حملت اسم الشاعرة الفلسطينية "هبة أبو ندى” التي استشهدت يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وكانت تقاوم العدوان الهمجي بالكلمة شعراً ونثراً إلى آخر لحظة من حياتها رحمها الله.
وذكرت الجمعية الثقافية في بيان لها، أن هذه المبادرة تأتي تأكيداً على أهمية المقاومة الأدبية والوقوف ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المعتدي في حق الأشقاء الفلسطينيين وتخليداً لأرواح الشهداء من أجل الحرية، مشددة على أهمية المقاومة الأدبية والوقوف ضد جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المعتدي في حق الأشقاء الفلسطينيين، وتخليد أرواح الشهداء من أجل الحرية.
كما احتضنت الجزائر منتصف الشعر الماضي، ملتقى أدب المقاومة العربي برعاية وزارة الثقافة في البلاد، أكد فيه المشاركون دعمهم للمقاومة بصفتها فعلَ دفاعٍ عن مقومات وهوية وحقوق الشعوب.
وذكر الملتقى في بيانه الختامي أن الأدب وما يرافقه ويجاوره من تعابيرَ فنيةٍ يعد "واحداً من أهم تلك التمظهرات ومن أكثرها تأثيراً وتنبيهاً وتوثيقاً. ذلك أن الكلمة والرصاصة، في مفصل تاريخي معين تصبحان وجهين متكاملين لعملة التحرير”. وسجل البيان التضامن المطلق مع النخب الثقافية والإعلامية الفلسطينية، وهي تحمل مشعل الكلمة، في خضمٍ من الإكراهات والتعسفات والانتهاكات، بما فيها انتهاك الحق في الحياة، حيث يرتقي شهداء منها يومياً.