حرب غزة تعصف بمستقبل نتنياهو السياسي

 زايد الدخيل
عمان- فيما يتحدث الاحتلال الصهيوني عن المرحلة الثالثة من الحرب، والتي تتمثل بإنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة، وسحب جنود الاحتياط، رأى مراقبون بأن هذه المرحلة، تمثل سببا لخلافات في حكومة الكيان بين الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس من جهه، ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو من جهة ثانية.

ورجح هؤلاء في حديثهم لـ"الغد"، أن تودي تلك الخلافات بتماسك الائتلاف الهش في حكومة مجلس الحرب، ما سينعكس على المشهد الداخلي المتصدع في الأصل للكيان، جراء الحرب على قطاع غزة وقضية الأسرى الموجودين في قبضة المقاومة الفلسطينية.

ومنذ تشكيل مجلس الحرب- الذي يرأسه المتطرف نتنياهو، ويضم وزير دفاع الكيان يوآف غالانت، وغانتس- تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية لوجود خلافات وفي أكثر من مناسبة بين نتنياهو وغالانت من جهة ونتنياهو وغانتس من جهة أخرى بشأن إدارة الحرب وملف الأسرى الصهاينة في قطاع غزة.
ووفق وسائل إعلام عبرية، رفض غالانت وغانتس المشاركة في المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو السبت الماضي.
مؤخرا، تصاعد الحديث في الكيان عن عدم واقعية الأهداف التي وضعتها القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية للحرب على غزة، مع استمرار الخسائر التي يتكبدها جيش الكيان في أنحاء القطاع، ومواصلة فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في التصدي للقوات المتوغلة، وكذلك في إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن الصهيونية.
من جهته يقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا، رغم أنهما في حكومة الحرب (غانتس ونتنياهو)، واتفاقهما سياسيا على القضاء على حماس، إلا أن العديد من القضايا ما تزال تعمق الخلاف بينهما، مشيرا إلى أن غانتس يعد منافسا رئيسا لنتنياهو على منصبه الحكومي.
واضاف إن "الخلاف بينهما ليس وليد اللحظة بل له جذور سابقة"، موضحا أن هناك انقساما راهنا في مجلس الحرب بشأن مسار العمليات في غزة، فهناك من يرغب في الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات، بينما يدعو وزير الدفاع لمواصلة مرحلة الحرب عبر كثافة عالية لعدة أشهر أخرى.
وتابع: أبرز النقاط الرئيسة للخلاف بين نتنياهو- قادة الجيش تتمثل حاليا في كيفية الانتقال للمرحلة الثانية من الحرب، بخاصة أن مستقبل نتنياهو السياسي يعتمد على نتيجتها الراهنة، وبالتالي فإن واحدة من القضايا الرئيسة للخلاف الراهن هي أنه يريد إلقاء اللوم بشأن عملية طوفان الأقصى على قادة الجيش وعدم استعدادهم لمنعها، وبالتالي يخرج سالما حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية.
من جهته، يقول عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، هناك تبادل اتهامات بين المستويين السياسي والعسكري للكيان منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهو أمر ظهر للعلن في الكثير من المواقف، ما أثار تساؤلات عديدة، بشأن مستقبل العلاقة بينهما وتأثير ذلك على الحرب.
وتابع، إن الخلافات تتصاعد داخل مجلس الحرب حول إدارة المعركة على غزة، وملف الأسرى الصهاينة، بخاصة أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، كشف عن خلافات عميقة مع غانتس، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس أركان جيش الاحتلال هارتسي هليفي، انسحب من الجلسة الأخيرة للكابينت الأمني والسياسي، إثر اتهامات وجهتها له وزيرة المواصلات ميري ريغيف.
وأضاف "نتنياهو وغالانت، يريان أن المرحلة الحالية من القتال من أصعب المراحل، ويجب أن تستمر بضعة أسابيع مقبلة حتى تبلغ أهدافها، أما غانتس، ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، فيذهبان إلى أن الجيش عليه أن ينتقل إلى المرحلة التالية من العمليات العسكرية في القطاع".
بدوره، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، يوما بعد يوم تتعقد مهمة جيش الاحتلال في غزة، ومع فشله في تحقيق أي من أهدافه المعلنة تنقسم الآراء داخل الكيان وتتراجع الثقة بين مسؤولي الاحتلال، لا سيما داخل مجلس الحرب الذي يشكل كل من نتنياهو وغالانت وغانتس، بنيته الأساسية.
وأضاف "كشفت وسائل إعلام عبرية النقاب عن نشوب خلافات وسجالات كلامية حادة بين مسؤولين في الحكومة أثناء اجتماع وزاري، إثر مطالبة ريغيف، بفتح تحقيق مع هاليفي ورئيس شعبة المخابرات واتهامهم بالتسبب في تسريب معلومات عن اجتماعات الحكومة"، موضحا أن الخلافات عصفت بشكل واضح وجلي بمجلس الحرب وظهرت للعلن بعد رفض غالانت وغانتس مشاركة نتنياهو في مؤتمر صحفي حول غزة.
وتابع، تلك الحادثة ليست الأولى، فقد سبق وأن رفض غالانت الظهور في مؤتمر مشترك مع نتنياهو، لأسباب قال عنها الأخير إنها خاصة، فالخلافات بين نتنياهو وقادة الجيش، وبالأخص غالانت كبيرة، حيث يرى عدد من أعضاء مجلس الحرب أن نتنياهو يقود العدوان على غزة لإنقاذ مستقبله السياسي.
وقال إن أكثر ما يخيف نتنياهو في هذه الأيام هو استقالة غانتس وأيزنكوت من مجلس الحرب مما يهدد بانهياره، موضحا أن نتنياهو بدا وحيدا في مؤتمره الصحفي السبت الماضي، ليعلن أنه سيواصل حربا ستستمر شهورا، بالرغم عن تعرضه لضغوط دولية لإنهائها، فيما تزامن المؤتمر مع تظاهر آلاف الصهاينة مطالبين بإعادة أسراهم من غزة.