احمد الرواشدة

 مع انطلاق موسم التخفيضات في العقبة والذي تزامن مع عطلة الاعياد وبدء العطلة المدرسية، تشهد المدينة السياحية حركة نشطة، انعكست على ارتفاع الحجوزات الفندقية بشكل ملحوظ بنسبة 50 %، في وقت توقع فيه تجار ومشغلو  القطاعات السياحية أن تنشط الحركة بشكل أكبر خلال الشهر الحالي.

وتعيد الحركة النشطة للمدينة جزءا من عافيتها، وتخرجها من حالة الركود التي خيمت على بداية الموسم الحالي نتيجة الأحداث الدائرة بالمنطقة والتي تسبب بالغاء غالبية الحجوزات المسبقة. 

وزار العقبة خلال الأسبوع الماضي أكثر من 3 آلاف زائر من محافظات المملكة المختلفة ضمن موسم العقبة للتخفيضات، واشغلوا أكثر من 1000 غرفة فندقية من أصل 5000 آلاف غرفة موجودة في مختلف فنادق المدينة السياحية بمختلف التصنيفات، في وقت ارتفعت فيه نسبة حجوزات بعض الفنادق من 10 % إلى أكثر من 50 %، ومنشآت فندقية أخرى تراوحت ما بين 20 % إلى 60 %.

وانتعش السوق التجاري الذي عمد تجاره على تقديم تخفيضات حقيقية تصل إلى

50 %، وبات السوق يشهد مجددا حركة متسوقين، فيما ساعدت أجواء الدفء والطقس المعتدل للعقبة على إقبال أبناء المحافظات الأخرى للتمتع بالأجواء وبموسم تخفيضات غير مسبوق في مثل هذا الوقت من السنة.   

ووصل إلى العقبة بحسب أرقام رسمية اصدرتها غرفة تجارة العقبة وسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة أكثر من 3000 زائر بواسطة الحافلات التي سجلت دخول ما يزيد على 40 حافلة إلى جانب السيارات الخاصة، في وقت كانت تعاني الأسواق قبل موسم التخفيضات من ركود شبه تام وفي كافة القطاعات لا سيما التجارية والسياحية نتيجة الأوضاع التي تشهدها المنطقة في مقدمتها الحرب على غزة.

يذكر أن موسم التخفيضات في العقبة انطلق في 21 كانون الأول (سبتمبر) من العام الماضي ويستمر لشهرين، بهدف تحريك النشاط التجاري والسياحي بعد التوقف القسري الذي فرضه عدوان الاحتلال الغاشم على الأهل في قطاع غزة.

وتشارك في موسم التخفيضات أكثر من 300 منشأة سياحية وتجارية بتقديم خصومات تزيد على 50 %، مدعومة بالشراكة ما بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وغرفة تجارة العقبة بعد تحليل واقعي وملموس لما يمر به القطاعان السياحي والتجاري خلال هذه الفترة من حالة ركود، لا سيما بعد توقف شبه كلي لمعظم القطاعات السياحية عن العمل في العقبة، تراجعت على إثر ذلك نسب إشغال الفنادق بتصنيفاتها كافة، تزامنا مع تراجع وفود السياح بنسبة قدرت بنحو 90 %.

وبين نائب رئيس غرفة تجارة العقبة رامي الرياطي أن موسم التخفيضات أنعش الأسواق التجارية والذي تزامن مع عطلة الأعياد إلى جانب رفع نسب الإشغال في مختلف تصنيفات الفنادق، متوقعا أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من اقبال الزوار على العقبة، لا سيما بعد عطلة المدارس وطلبا للمنتج السياحي والتجاري في المدينة بعد حملة التسويق الكبيرة في محافظات المملكة.

وبين التاجر مهند الشويخ أن الأسواق التجاري في المدينة السياحية بدأت تشهد نشاطا ملموساً خاصة في العطل والاعياد الأمر الذي دفع بالتجار إلى إعلان تخفيضات وبنسب كبيرة تصل في بعضها إلى حد البيع بسعر الكلفة، مؤكدا أن استمرار هذا النشاط التجاري سيمكن التجار من الوفاء بالتزاماتهم، لا سيما المصاريف التشغيلية والتي كان أثر الركود التجاري في العقبة وكافة محافظات المملكة سلبيا ويعوضهم ما فات من موسم كان يفترض أن يكون من أفضل مواسم السنة، إلا أن الأحداث في المنطقة فرضت حضورها على القطاعين السياحي والتجاري.

وبين مدير عام فندق حسام حجازين أن نسبة الإشغال ما قبل رأس السنة كانت أقل من 15 % وخلال الأيام الحالية ارتفعت بشكل ملحوظ وكبير ووصلت إلى 60 %، مؤكداً أن الأيام المقبلة تشهد نفس نسبة الحجوزات من خلال زوار عرب ومحليين الى فنادق المدينة.

وبين مدير سياحة العقبة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بيتر مرجي أن موسم التخفيضات الذي اطلقته سلطة العقبة وغرفة تجارة العقبة بالتعاون مع شركات النقل ومكاتب السياحة والجمعيات السياحية المختلفة وهيئة تنشيط السياحة وبرنامج أردننا جنة ساهم في انعاش الموسم السياحي، مؤكداً أن هناك نسب إشغال فندقية ملحوظة انعكست ايضا على نشاط حركة الاسواق التجارية، مشيراً أن السلطة وبالتعاون مع شركائها تعمل على تسويق المنتج السياحي في المحافظات لجذب أكبر عدد من الزوار لزيارة العقبة ووادي رم والبتراء وتعويض الفاقد من السياحة الخارجية التي توقفت بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة.

وأشار مرجي إلى أن هناك جاذبية لمنطقة العقبة بطقسها المعتدل خلال فصل الشتاء إلى جانب أسعارها المنخفضة سواء بالضربية أو الجمارك أو المنتج السياحي بأسعار تشجيعية منخفضة ومدعومة.