بركات غزة وهستيريا أورشليم
فارس الحباشنة
الناطق باسم مجلس الامن القومي الامريكي جون كيربي، تحدث بصراحة عن استحالة القضاء على حماس والمقاومة.
وقال: ان التسليم بعد الحرب لا يمكن تجاهل بقاء حماس و حتمية مشاركتها في اي صيغة مستقبلية لغزة.
انه بمثابة اعتراف امريكي في فشل الحرب على غزة.
وفشل الحرب على تحقيق اهداف معلنة اتفق عليها الرئيس بايدن ونتنياهو من اول يوم بعد 7 اكتوبر. والرئيسان « بايدن ونتنياهو اتفقا على تصفية واجتثاث حماس والمقاومة ونزع قوتها العسكرية وتجريدها من اي دور في ادارة غزة.
ونتنياهو وجنرالات اورشليم ذهبوا الى اهداف ابعد من حرب غزة، وذلك في تهجير الغزيين الى سيناء ودول اخرى.
واليوم، وبعد 93 يوما على اندلاع حرب غزة، ماذا حققت الحرب من اهداف عسكرية؟ واشنطن نصحت تل ابيب في تغيير تكتيك واساليب الحرب، وان تقتصر العمليات المستهدفة اهدافا لتصفية واغتيال قيادات في المقاومة واستهدافا للبنى التحتية واللوجستية للمقاومة، وتجنب استهداف المدنيين.
ويبدو ان الحرب في المنظور الامريكي عمرها طويل، وليس هناك اي افق راهن للحديث عن بداية نهاية الحرب.
وزير الخارجية الامريكية بيلنكن يزور الاقليم، وبدأ زيارته في انقرة، وامس زار عمان، وسيكمل جولته في زيارة تل ابيب والرياض والدوحة، والقاهرة. وكانت الزيارة قد تم تأجيلها قبيل ساعات من عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد صالح العاروري في مقر اقامته في الضاحية الجنوبية ببيروت. وفي العودة الى تصريحات جون كيربي، فان لحديثه عن فشل الحرب ابعادا قد تكون مفتاح المشاورات الجديدة حول وقف اطلاق النار واليوم التالي. وليس هناك ما يمنع امريكيا من الحديث عن نهاية الحرب، وقبول حماس شريكا بادارة غزة في سيناريوهات من بعد الحرب واليوم التالي.
امريكا اصبحت مكشوفة في حرب غزة. وتخوض الحرب الى جانب اسرائيل، تمول وتدعم وتسلح، وتشارك في القرار العسكري والخطط، والعمليات الاستخباراتية، وقرارت الاغتيال و التصفية.
وهي حرب امريكية / اسرائيلية.. وفي اورشليم جنرالات الحرب يسمعون باصغاء لبايدين اكثر مما يقول نتنياهو.
وفي واشنطن اكثر ما يدركون ان محور المقاومة في الاقليم في حالة استنفار، وان الخاسر من المواجهات المفتوحة مع المقاومة ومحورها في اليمن والعراق وسورية، و لبنان هو امريكا. وعسكريا، فان محور المقاومة نجح في صناعة جبهات وتوحيد ساحات جذبت امريكا الى المواجهة والتدخل المباشر في الحرب، وخصوصا في جبهتي اليمن والعراق. واما جبهة لبنان فانها امتصت فائضا من القوة الاسرائيلية والتخفيف عن جبهة غزة.
واول امس، رئيس الحكومة العراقية اعلن عن بدء جدولة لانسحاب القوات الامريكية.. ومن بعد العراق، فان القوات الامريكية في سورية مهددة ايضا بالرحيل.. ويبدو ان «بركات غزة» بدأت تتقاطر على الاقليم العربي، نهاية امريكا في العراق و سورية، و ولادة معادلة جديدة لقوة عربية « اليمن « في البحر الاحمر ارهقت امريكا و ادخلتها في دوامة حرب و صراع بحري. بركات و هدايا غزة على الاقليم العربي لا تعد و لا تحصى.. ولربما ان البركات و الهدايا الكبرى استراتيجيا و سياسيا فضائلها سوف تنكشف بعد اعلان وقف اطلاق النار واليوم التالي..