شاهين يكتب .. طارق خوري يناصر سوريا (الأسد) بمباركة أردنية أمريكية إسرائيلية

 
كتب عمر شاهين 
دعوة النائب طارق خوري لتجمع  حشد شعبي امام السفارة السورية مصيرية له ،  فالنائب لاول مرة منذ 11 عام يضع نفسه في استعراض شعبي بشري، وقد تجنب هذه الخطوة لسنوات،  ليثبت اولآ للسفارة السورية بعمان انه قادر على بناء حلف شعبي كبير جدا سيما انه اكثر الشخصيات المحسوبة على النظام السوري في البرلمان الاردني  .

النائب عن محافظة الزرقاء  كما فعل حليفه بمنطقة عمان الثالثة قيس زيادين سيدخل هذه الخطوة المصيرية مختارا المكان والزمان، ومعه شركاء سياسيين، للنظام السوري، وستاتي لرفض العملية التركية، في الشمال السوري، بالرغم ان نفس النظام السوري لم يعلق عليها ولم يعتبرها اعتداء عليه ، بل هي سياسيا لصالحه لانه سيتخلص من قوات الحماية الكردية . وكذلك المشروع الاسرائيلي الامريكي الذي يزعج العرب والاتراك ونفس النظام السوري.

خطوة رفض العملية التركية  اغضب ايضا دول الخليج العربي ، وكذلك العدو الصهيوني حيث صرح رسميا على تويتر بنيامين نيتنياهو رفض هذا العملية لذلك قد يكون خوري قد وجد هذه المرة رضا حكومي اردني لرفض هذه العملية . فلن تغضب خطوة دعم النظام السوري والتحريض على تركيا الخليج العربي ولا امريكا ولا اسرائيل.

الخطوة هذه لا تعتبر عادية ابدا فلا تركيا ولا سوريا ينتظرون موقفا اردنيا مناصرا ولا الاكراد ... ولا احد يأبه كثيرا بأي خطوة اردنية ، لا شعبية ولا حكومية ، فالاردن اليوم يتقلص دورها الاقليمي بسبب ظروف اقتصادية صعبة ولم يعلق الطرف التركي على موقف ايمن الصفدي، او الموقف الاردني ككل الرافض للعملية التركية.

ولكن النائب طارق خوري في خطوة بين حالتين اما ان يصنع حضورا جماهيريا كبير يظهر للقيادة السورية انه لا يقل عن نبيه بري او نواف الموسوي او طلال ارسلان .. وانه اليوم يملك تحالف نصير للقيادة السورية في الاردن مساوي لتلك القوة الموجود لحلفائهم ..

وفي ظل تقاعد شخصية مهمة داعمة كبرى كانت لطارق خوري فان الرجل يريد اليوم ان يثبت للحكومة الاردنية انه يملك قاعدة كبيرة جماهرية سياسية ... فالنائب الجدلي الجريء برأيي لديه حالة غريبة فهو يفوز بافكار مناوئة للاخوان المسلمين في محافظة تعرف عن ولائها للاخوان المسلمين مستغلا عشق جماهير الوحدات له بمحافظة تلك الجماهير لا تنشغل اصلا بالانتخابات ولا السياسة ...تؤيد طارق الشخص وليس طارق المشروع السياسي . ولكنه بذكاء بحيث دمج امام الراي العام هذا الاختلاط.

ولكن في حال ظهر طارق خوري او قيس زيادين ومن معهم بحضور جماهير محرج او ضئيل يقل مثلا عن خمسة الاف شخص . فان الحكومة السورية ستدرك ان طارق خوري ظاهرة برلمانية وتويترية لا اكثر ... وانه لا يشكل قاعدة جماهيرية تشكل مناوئة وخصومة لقوة الاخوان المسلمين ،خصوصا ان الاخوان في الاردن لهم قاعدة كبيرة ليس كما يقال بين الاصول الفسلطينية فقط بل ايضا بين جميع أطياف المجتمع الاردني وبكافة المحافظات ولكن التوجه العشائري .. يخفض من شعبيتهم خارج الزرقاء وعمان ووسط اربد .
شخصيا اجد قوة طارق خوري بشخصيته في نادي الوحدات حيث عرف الهدوء عن اغلب رؤساء النادي ولكن الرجل ظهر كصوت ... قوي في النادي.. جعل جماهير الرياضة تعشقه .. يضاف الى قوته المالية .الكبرى ولكن طرحه السياسي لم يجد اي رواج خارج طائفته التي تتبى دعم الرئيس بشار الاسد . وبعض الاقلية اليسارية والقومية في الاردن.

وفي الاردن حيث ينتشر الفقر هناك كريزما كبيرة للشخصيات التي تمتاز بقوة مالية .وفي اصوله الجغرافية الرجل امتاز لحضوره وجرائته وبل ان دعمه لنظام بشار الاسد جعل كثيرون يستاؤون من هذا الموقف فبشار لا يحظى سوى باصحاب التوجه القومي واليساري بدعمه بينما ترفض الاغلبية ...دعم حربه وحلف ايران وهذا يدل على الحضور القليل جدا . 

حسنا ساعات قليلة وسوف نرى هل يحشد طارق خوري قوة شعبية وهل يرد الاخوان بمسيرة او وقفة دعم لتركيا .. وهل يظهر خوري وشركاء السياسة قدرتهم على ايجاد قوة شعبية تدعم النظام السوري الذي ولد من جديد وهذا لن يعني السفارة السورية فقط بل ايضا العين الامنية الاردنية التي تنظر الى طارق خوري احد اهم وجوه اصول جغرافية ابتعدت عن السياسية المحلية .

عمر شاهين 
كاتب اردني