بلينكن في الشرق الأوسط..حرب جديدة أم بداية النزول عن الشجرة ؟!
فارس الحباشنة
جاء كلام كثير في الاعلام حول جولة وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن في الشرق الاوسط، والتي بدأت في انقرة واختتمها في تل ابيب. وهي الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الامريكي منذ اندلاع حرب غزة، وادق وصف للزيارة التي جال بها على ست عواصم شرق اوسطية.. انها من اجل اسرائيل اولا و اخيرا.
وبلينكن غادر الشرق الاوسط، واكد في اكثر من عاصمة عربية زارها ان وقف اطلاق النار سوف يخدم حماس.
وهناك في واشنطن من علق ساخرا على زيارة بلينكن الى الشرق الاوسط.. وقال: ما دام انه لا يملك أي حل او تصور أو أفق سياسي جديد في حرب غزة، لماذا تحمّل عناء السفر؟!
والكل يدرك ان الغاية من الزيارة في خواتمها هي انتخابية امريكية.. وهو السؤال الذي عرف كيف يجيب عنه نتنياهو في تل ابيب، وكيف التقى بلينكن، وما ساد من توتر في الاستجابة لرغبة ادارة بايدن في تغيير شكل الحرب التي تخوضها اسرائيل في غزة، والتخفيف من الاحراج الذي بدأ يصيب» البيت الابيض « سواء في الداخل الامريكي « الكونغرس « والمطالبة في وقف الإنفاق على حرب مجنونة وامام الرأي العام العالمي، وما اصابه من تغييرات تجاه القضية الفلسطينية وحرب غزة.
ونتنياهو، وهو جالس مع وزير الخارجية الامريكية، ولربما كان يتصور في خياله الجامح بان حرب غزة سوف تبقى مشتعلة، وان الزيارة القادمة ستكون لرئيس امريكي جديد، وقد يكون ترامب حليفه الابرز.
بايدن وترامب، كلاهما يتقدمان نحو حلبة انتخابات الرئاسة الامريكية.. وكلاهما يحلمان في ولاية رئاسية ثانية.. وكلاهما مضطران الى اعتناق اليهودية والصهيونية الدينية مرة ومرتين، ولو لزم الامر ان يناما اياما وليالي امام حائط المبكي ويتبركا ويتمسحا في حاخامات اورشليم. اسرائيل في جنون وهستيريا حاخامات المؤسسة السياسية و لعسكرية ما يبغونه جر الاقليم الى حرب كبرى.. وجر امريكا الى هجوم حربي جماعي مع ايران، وبمشاركة عربية.
هذا هو الخيال الضارب في رأس نتنياهو وحاخامات اورشليم، ورغم ما تعاني اسرائيل من هشاشة سياسية بالداخل، ومأزق وورطة عسكرية في جبهتي غزة و شمال فلسطين المحتلة. وفي واشنطن، باحثون ومعلقون سياسيون، قالوا بصوت عال، الى متى سوف تبقى امريكا تدعم اسرائيل ؟
وبلينكن في جولته الشرق الاوسطية حمل كلاما يهوديا وليس امريكيا.. وحمل كلام نتنياهو ليسمعه قادة ورؤساء دول الشرق الاوسط.
متى سوف يعود بلينكن الى الشرق الاوسط ؟ بعد الزيارة، الاقليم سوف يشهد حراكا دبلوماسيا، ويبدو ان واشنطن سوف تغلق الابواب الدبلوماسية الخلفية، وتستبدلها بعملية دبلوماسية متعددة الابعاد، وحيث طرقت علنا ابواب انقرة و طهران و الرياض، و القاهرة.
وامس عقدت في العقبة قمة اردنية / مصرية / فلسطينية.. و عنوانها المركزي، الضغط لوقف اطلاق النار في غزة.
وكما جاء في تصريحات للسفير الايراني في دمشق ان بلاده تلقت عبر وسيط خليجي رسالة من واشنطن. وذلك لحل ازمات الاقليم برمتها، وليس فقط حلا جزئيا للصراع.
وحمل كلام السفير الايراني معاني سياسية جديدة لاستدراك ازمات الاقليم الجديدة والقديمة، وما هو ناجم عن حرب غزة وتداعياتها.
امريكا خائفة على اسرائيل.. في واشنطن يدركون جنون نتنياهو والمجازفة لجر امريكا نحو حرب كبرى، ولاحظو على الواقع مدى هشاشة وضعف اسرائيل ومؤسساتها العسكرية والاستخباراتية، ولولا المساعدة الامريكية المفتوحة لاسرائيل لتحولت غزة الى مقبرة كبرى الى جيش الحاخامات وورثة مملكة داود واورشليم.