حرب غزة .. لا حياد لأحد في هذا العالم

جميل يوسف الشبول

انتصرت غزة وانتصرت المقاومة الاسلامية الفلسطينية انتصرت عسكرياً وأخلاقياً بصدقها ومعاملتها الانسانية للاسرى وانهزمت اسرائيل عسكرياً وأخلاقياً وشاهد العالم بأسره هذا الانتصار المشرف وذلك الانكسار المذل والسقوط الاخلاقي لدولة الاحتلال. انتصرت الشعوب العربية بمساندتها للمقاومة ولديها الكثير والكثير جداً لتقدمه من دماء ومال ورجال وانهزمت الانظمة العربية بتبعيتها وارتهانها للقرار الامريكي والصهيوني ووقوفها موقف المتفرج حتى من دماء وصيحات الاطفال . انتصرت شعوب أميركا واوروبا وهي تراقب وتشاهد جرائم الاحتلال وانهزمت الانظمة وتعرت امام شعوبها بخضوعها للقرار الصهيوني الذي اوصل هذه القيادات الى مواقعها عبر ديمقراطيات كاذبة خاطئة . انتصرت جنوب افريقيا وهزمت دولة الصهاينة المصطنعة وهزمت أميركا واوروبا والانظمة العربية ومعظم الانظمة العالمية عبر تقديم الاحتلال الى محكمة الجنايات الدولية بعد 75 عاماً من الجرائم المستمرة بحق شعب اعزل وعلى مرأى ومسمع من العالم . انتصر أبو عبيدة بشخصه وبمن يمثلهم واكتسب احترام العالم اجمع وانهزم هيجاري وجالانت ونتنياهو وبلينكن وبايدن، انتصر الصدق وانهزم الافتراء والكذب وشاهد العالم التوجيهات الأميركية بالتقليل من الخسائر في الارواح وفي عدد الشهداء من الاطفال ويقتل هؤلاء بصواريخها وطائراتها . استيقضت الشعوب الاوروبية وايقنت ان بلدانها مرهونة للقرار الصهيوني واستيقظ الشعب الالماني على كذبة الهولوكوست ومعاداة السامية بعد ان اشربوا هذه الافتراءات الصهيونية واكتشفوا انهم كانوا ضحية كما هم الفلسطينيون لهذه الدولة العنصرية وأن رئيسهم الرئيس الالماني وحتى يتسلم مهام عمله لا بد له ان يزور ضحايا المحرقة المزعومة كذلك الامر فيما يتعلق بزعماء الدول الاخرى. ها هو العالم يسمع ويرى تصريحات القادة الصهاينة السياسيين والعسكريين والدينيين ودعواتهم للقتل والابادة واستدعاء النصوص التوراتية والتي لا تقيم وزناً لأي انسان في هذا العالم ومن مختلف الاعراق والاديان وأن الله خلق هؤلاء جميعاً فقط لخدمة بني اسرائيل وأنه لشرف عظيم للذي بقر بطنه واستئصلت كليته او قلبه لخدمة اي يهودي . حرب غزة هي حرب تحرير الفكر العالمي وتحرير الفكر الغربي وقسم كبير من مواطني ما يسمى دولة اسرائيل وهي حرب حصحصة الحق وإبطال الباطل . تدمر آلة الحرب الصهيونية 70% من مباني غزة وتقتل 30 الفاً من المدنيين جلهم من الاطفال والنساء وتوقع اكثر من 70 الف جريح وتمنع الدواء والماء عن اكثر من مليوني انسان داخل القطاع ويصرح المسؤول الامريكي والغربي بضرورة ان تتجنب الضربات المساس بالمدنيين وان تراعي قواعد الحرب فهل هناك وقاحة اكثر من هذه الوقاحة، هل بقي لهؤلاء ذرة انتماء للبشرية . لم يعد لهؤلاء أي احترام من العالم وحتى من شعوبهم فقد سقط القناع الزائف وانتهى كل شيء وفهم الجميع المعادلة ويأبى النظام العربي الا أن يدفن رأسه بالرمال .