سمو ولي العهد على نهج الأب والجد ..

خاص- حسن صفيره
ولأن الابن سر أبيه، كان للحسين الحفيد أن يحمل اكثر مما كان يتخيل من خصال أبيه وجده، صاحب حضور، حضورٌ يُشبه تلك الإطلالة التي كانت تُشيع فرحا خفي بين الجموع الغفيرة إن طل الحسين الجد طيب الله ثراه، حضور أمير بهي، بقوة جذب كتلك التي امتلكها الأب عبدالله الثاني، حضور دافئ امتلكه الحفيد الحسين بين العشيرة والرفاق بعفوية مشوبة بابتسامة الفرسان الواثقة، وصدق طرح وعمق تفكير، ورصانة ملكية ما كان ليملكها الا حفيد هاشمي لملك عربي اردني هاشمي.

في سيرة ال هاشم ملوك أتقياء، أنقياء، سريرةُ بيضاء كما الغيم على جنبات جبال حملت اطراف التاريخ وصنعت منه حاضر مملكة أردنية هاشمية، ملوكها إرث عربي، وحاضرها رهان عروبي، ومستقبلها صناع القادم المشرق طالما ظل بيت المقدس تحت العباءة الهاشمية وإليه تشد الرحال.

وبقوة الجذب ذاتها، وكما تابع وراقب العالم سمو الأمير في كثير من محطات حياته، لا سيما الشخصية بعد مراسم زفافه التي حصدت متابعة تاريخية غير مسبوقة عالميا، ظل الامير مركز متابعة فيما هو يزاول مهامه كولي عهد، وقد انتشر نبأ  قيام سموه بالإشراف على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الى اهلنا في قطاع غزة كسبق اعلامي عالمي، لجهة تحرك الأمير بالمكان والوقت الحرج، لكنها فروسيته الهاشمية كانت العنوان.

أمير يقدس الحياة العسكرية، ويؤمن بها لأنه الهاشمي الذي غيّر جده الأول الحسين بن علي وجه التاريخ ذات ثورة عربية كبرى، ولأنه حفيد الحسين الذي ابتنى الجيش العربي كمتراس عصي لحماية العروبة، ولانه ابن عبدالله الذي عشق الجندية وظل الملك الجندي، لنرى الحفيد الحسين وليَ عهد وجندي في آن،  يزور المناطق العسكرية على التماس، وبمنح بعضا من وقته لاخوته في السريات والثكنات.

أميرٌ وولي عهد، اختزن في شخصه سمات ورثها عن والده، في الجندية والشأن العسكري، كما في ممارسة مهامه الرسمية كولي عهد، في حين لم يغفل الأمير الدور الديبلوماسي الذي لعبه باكثر من محطة ومرحلة، ابرزها اللقاء التاريخي الذي جمع سيد البلاد الملك عبدالله وولي العهد مع الرئيس الامريكي بايدون بالبيت الابيض ابان تسلمه الرئاسة الامريكية، وتلك اللقطة الشهيرة التي تصدرت صحف العالم فيما الرئيس بايدن يضع ذراعه على كتف أميرنا المحبوب، في رسالة ترجمها العالم السياسي انذاك عن استحقاق الهاشميين لقيادة الدور الإقليمي بالمنطقة.

ومنذ صدرت الإرادة الملكية عام 2009 بتسمية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولياً للعهد، رسخت ذكرى الملك الباني بالحفيد الذي دفعته فطرته للاحتذاء بأجداده الهاشميين ، يسير على خطاهم ويجدد حضورهم بعمق ما يحمله من حرص على إرثهم في بناء ثوابت الدولة الأردنية، وحماية كينونتها ودورها الاقليمي والعالمي.

ومنذ توليه ولاية العهد حرص الأمير الحسين على الحفاظ على الثوابت الوطنية، وترجمة رؤى والده الملك عبد الله ، ليُسجل عام 2015  وعند بلوغه عامه العشرين،  أصغر شخص يرأس جلسة لمجلس الأمن الدولي، وظهر ظهوراً عالمياً عندما ألقى خطابا موجها للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من ذلك العام تحدث فيه عن التطرف والإرهاب وكيفية حماية الشباب من الجماعات الإرهابية المتطرفة، وما تبع ذلك من حضوره الدولي في كثير من المؤتمرات والفعاليات العالمية .
ليظل الأمير الشاب، رهان والده سيد البلاد، ورهان الأردنيين أن لا مستقبل للمنطقة العربية دون حضور الأردن على مفاصل صنع القرار، وأن لا مستقبل لاستقرار المنطقة دون رئة فلسطين، الدولة الأردنية وقيادتها وجيشها وشعبها الذي آمن بما أمن به الهاشميون واصطفافهم حول مليكهم وأميرهم ووطنهم الأعلى والأغلى.