أمريكا وإسرائيل.. حسابات الشياطين
فارس الحباشنة
من نزول آدم على الارض، وامريكا تعِد الفلسطينيين بحل الدولتين، وسياسيا امريكا لم تمض خطوة واحدة نحو حمل اسرائيل للالتزام في القرارت الدولية، ولا حتى تنفيذ عهودها واتفاقياتها مع دول السلام العربي.
و ذلك من قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 181 لعام 1947، ويقضي بإقامة دولة فلسطينية ودولة يهودية.
وأمريكا اطلقت حججا واهنة، واوقفت مشاركتها في تمويل»الأونروا «، وكما امرت دولا غربية ممولة للاونروا ان تحذو حذوها. وهكذا، فانها تضع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة في حالة حصار وموت بطيء، وعجز عن تأمين الخبز والماء، والدواء.
و تلك السياسة الامريكية لتصفية الاونروا تمهد لهجرة فلسطينيي الضفة وقطاع غزة الى اي مكان اخر، او لنقل تحديدا الى الاردن ومصر، او لجنهم كاقرب الطرق. لا اظن ان دولا عربية ثرية سوف تملأ الثغرة المالية والعجز ووقف التمويل محل الدول الغربية. بل العكس، ان دولا تلهو وتمرح، وفي غزة الكلاب والحيوانات شبعت من نهش لحوم البشر أحياء وامواتا.
حل الدولتين في الفقه التوراتي يعني زوال اسرائيل. وفي واشنطن صهيونيون اكثر من حاخامات اورشليم، ويدركون ان نتنياهو وحاخامات المؤسسة: العسكرية والسياسية يحاربون في اقصى الحدود، ولو يحولون الاقليم الى مقبرة ومذبحة كبرى، ودون تحقق وعود التلمود في دمار الهيكل الثالث. كيف يفكر «حاخامات اورشليم» ؟ ذئاب بشرية تقرأ التاريخ من كتب الشياطين.. في اسرائيل اليمين المتطرف مؤمنون في ازالة اعدائهم من البحر المتوسط الى البحر الاحمر، وبحر قزوين، ولو لزم ذلك استعمال قنبلة نووية، وصناعة هيروشيما اخرى.
ماذا يحتاج بن غفير مثلا ؟ غير ان يقرأ التلمود والتوراة، واسفار التكوين التوراتي.. فكم ندرك ان بلفور انتج في الحضن العربي قنبلة.
العالم يتفرج على ابادة غزة، وجنوب أفريقيا ليست دولة عربية او اسلامية، وقالت.. لا لاسرائيل وامريكا. و جنوب افريقيا 75? من سكانها مسيحيون، والبقية اقليات اخرى. ولكنها سمعت لصرخة نيسلون مانديلا.
و نسأل مرة اخرى وللمرة الالف.. لماذا تغيب روسيا والصين عما يحدث في بلادنا ؟ و ما تفعله اسرائيل وامريكا في غزة وراثة لحكم الله في الارض. اذهبوا فانا ربكم الاعلى !
وزير الدفاع الامريكي قال : لم أر منذ اربعة عقود اوضاعا قابلة للانفجار في الشرق الاوسط كما يحدث اليوم.
و يرجع وزير الدفاع الامريكي التاريخ الى اجتياج لبنان عام 1982. امريكا جلبت حاملات طائرات وغواصات نووية وبوارج لحماية اسرائيل من محور المقاومة. و من اقصى المحيط الكاريبي تحركت طائرات لضرب اهداف في العراق وسورية. طائرات قطعت عشرات الاف الاميال، لتضرب اهدافا خفيفة في سورية والعراق. «امبراطوية عنكبوتية»، وكما وصفها المفكر الروسي فلاديمير دوغين.. وتوجد على امتداد خرائط البحر والبر على الكرة الارضية.
و كما ان للتاريخ دورة.. فان للجغرافيا لعنة وسخطا.. وهذا هو مصير كل امبراطورية تحاول ان تنزع من التاريخ صلاحيات القضاء والقدر الحتمية، والانهيار الحتمي. امريكا تصنع الحروب وتفشل في صياغة خواتمها.. وها هي اليوم تفكر بالانسحاب من سورية والعراق.. وهذه من بركات طوفان الاقصى. و امريكا اكثر ما تخشى من انجرار الى حرب كبرى وشاملة في الاقليم.
لا دولة فلسطينية بالحل السلمي، ولا دولة فلسيطنية بوعود بايدن الهلامية.. ولا دولة بغير الدم والتضحية، والشهادة..
من طوفان الاقصى، ولد لفلسطين في التاريخ زمن جديد..