إِذا سَـيِّدٌ مِنّا خَلا، قامَ سَيِّدٌ !!
عندما حطّ الملك بالطائرة على مدرج مطار ماركا عائداً من رحلة العلاج الأولى في أيلول 1992، كان أول ما قام به، هو انه صلّى على أرض بلاده العزيزة، صلاة شكر لله عز وجلّ. ثم توجّه بموكبه الجماهيري المهيب إلى قصر زهران مخترقا شوارع العاصمة، التي اكتظت بأهل مملكته، يستقبلونه بالأهازيج وحلقات الدبكة والزغاريد والأدعية القلبية الحارة والأرز والورود والنذور.
وهناك في قصر زهران قبّل الملكُ الابن، يدي والدته الملكة زين الشرف ورأسَها، فحصلنا على لقطة نموذجية فائقة الكرامة لكل أم أردنية.
للملك الحسين مكانة سامية لدى ملوك المغرب العلويين، ولدى أبناء الشعب المغربي كافة.
فطائرة الملك الحسين كانت أول طائرة تحط في مطار سلا بالرباط، للتهنئة بنجاة الملك الحسن وفشل محاولة اغتياله في انقلاب الصخيرات الشهير الذي دبّره الجنرال أوفقير وقاده الكولونيل أمحمد أعبابو ومحمد المدبوح يوم 10 تموز سنة 1971.
عندما حطت طائرة الحسين في الرباط، لم يكن الانقلاب قد انتهى كليا، وكانت فلول الانقلابيين تحتجز عبدالحليم حافظ في الإذاعة وتحاول ارغامه على قراءة «بيان الانقلاب الأول» وكانوا أيضا في عدة مراكز حساسة في الرباط.
ومكانة الملك الحسين السامية في المغرب مستمدة أيضا من النسب الهاشمي الشريف الذي يتصل بملوك المغرب.
فالهاشميون والعلويون أبناء عمومة تفرعوا من جذر قرشي عريق شريف واحد.
وقد سمعت بنفسي ملكنا الغالي عبد الله وملك المغرب محمد السادس يتبادلان الحديث دون تكليف ويتخاطبان بالاسم الأول. وكنت آنذاك في بعثة الشرف بمعية صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد رئيس بعثة الشرف المرافقة للملك محمد السادس عندما زار الأردن في أيار 2002 وأنا سفير في المغرب.