الاعتقالات التعسفية الإسرائيلية واشكالية تبادل الاسرى
فيصل تايه
من الملاحظ أن عملية الاعتقالات التعسفية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية تتصاعد بوتيرة عالية ، وفي اعتقادي ان ذلك ياتي للتخفيف من الضغوطات الشعبية والسياسية التي تمارس على حكومة نتنياهو من قبل المعارضة الإسرائيلية على خلفية ملف الأسرى لدى حماس عقب عملية طوفان الأقصى ، ويرى في توسيع نطاق الاعتقالات ورقة رابحة تساعده على خلق حالة من الهدوء والارتياح النسبي لدى أسر أسراه لدى حماس، من خلال اقناعها بأن لديه أعداداً كبيرة من المعتقلين ستجبر حماس على القبول بعملية التبادل .
لكن ، وفي الوقت الذي يسعى به الكيان الإسرائيلي جاهدا للضغط على الوسطاء العرب للتحرك من أجل طي ملف الأسرى لدى حركة حماس، من خلال تقديم العروض لصفقات تبادل تساعده على تجاوز محنة الضغط النفسي الذي فرضته عليه أسر الأسرى الذين يواصلون الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات المطالبة بإيقاف الحرب على غزة حفاظا على أرواح ذويهم الذين يتهددهم الموت في كل لحظة نتيجة القصف الهستيري الإسرائيلي على قطاع غزة والذي يطال بعض المناطق التي يتواجد فيها أسرى صهاينة والذي أدى إلى مقتل العشرات منهم رغم كل الجهود التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية في سبيل الحفاظ على حياتهم وتأمينهم من القصف المتواصل ، وما يترتب على هذه الجهود من خسائر في صفوف المقاومة نظير مواقفهم الإنسانية والأخلاقية .