جدلية الوعي الجمعي واشكالية المشروع الجامع
فيصل تايه
الوعي الجمعي العربي يسيطر عليه ما يشبه الكابوس ، ليس لتداعياته أفق أو نهاية، خاصة أن بعض أطرافه وصناعه في صراع عبثي تراجيدي يفرض عليهم فيه "شايلوك" ثقافته وقانونه ، ولكن ، بين قانون "شايلوك" المرابي اليهودي في مسرحية وليم شكسبير "تاجر البندقية" وبين خيارات "شمشون" الكنعاني الذي هدم المعبد عليه وعلى أعدائه، يتجلى المشهد ويتلحف برداء مصلحية المتصارعين الباحثين عن ذاتهم على أنقاض أمة وتطلعات وأحلام شعوب كل ذنبها أن بعضها وقع أسيراً لنخب تجردت من كل صلة لها به ، ولم تعد ترى فيه أكثر من كونه "حصان طروادة" تستغله للوصول إلى أهدافها الذاتية..!
ووفق ما تضمنه قانون "نظام التفاهة" الملفت الذي جاء في كتاب المفكر والفيلسوف الكندي، آلان دونو، فإن ثمة بعضاً من النخب تجاوزت بتفاهتها هذا القانون وشروطه، كما تجاوز الانتهازيون بسلوكهم الانتهازي شروط "ميكافيللي" بانتهازيته ومبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" ، وثمة "فنتازيا" عبثية تكرس قانونها الاستثنائي الذي ترى فيه أطراف الصراع فرصة لفرض خياراتها والانتصار لأهدافها الذاتية على حساب "الارض" الواقع مداها بين حراب المتحاربين وسهام الآخرين الباحثين عن مساحة للنفوذ تأمينا لمصالحهم الخاصة ..