من يتزعم الاحزاب السياسية الاردنية ..؟؟ وما هي حظوظها في الانتخابات البرلمانية ..؟؟

خاص : رئيس التحرير / حسن صفيره
مع اقتراب موعد الاستحقاق الدستوري لإجراء الانتخابات النيابية الاردنية في الربع الاخير من العام الجاري وفق القانون الجديد وتعديلاته، والذي ينص في اهم مفاصله على اقرار للقائمة الوطنية الحزبية المغلقة العامة بنسبة 30 %، وبعدد مقاعد مخصصة لها 41 من أصل 138 شريطة ان تكون مدة انتساب المترشح بتلك القائمة (6) شهور للحزب الذي سيخوض الانتخاب ضمن قائمته كحد ادنى، فقد بدت جملة من التساؤلات حول استعداد وجاهزية المشهد الحزبي للانتخابات النيابية في تجربته الأولى مع القانون الجديد.

الحراك الحزبي الانتخابي بدأ بالفعل الاستعداد لمهمته الوطنية بالمشاركة السياسية بمعناها الحقيقي والفعلي، لكن لا يُخفى على احد ما يعيشه الحراك الحزبي من حالة ترقب مشوبة بالقلق إزاء ما ستؤول اليه حالة الحرب على شعبنا الأعزل في قطاع غزة، اضافة الى ما يعتمل جوانبه من خجل بظل الاوضاع الراهنة وتداعيات ما يتعرض له الاهل في غزة من اعتداءات غاشمة لالة الحرب النازية والتي لا تفرق بين الاطفال والنساء والشيوخ والشعب الاعزل وحالة الدمار والدم النازف على ارض العزة ، ولعل التحركات لقيادات الاحزاب بين الاواسط الشعبية يصاحبها خطابات مؤيدة للشعب الفلسطيني والمقاومة ومنددة بالصهاينة وحلفائهم والداعمين لهم .

وعودة للاحزاب السياسية الاردنية والتي سنأتي على تناولها بالترتيب من حيث القوة على ارض الواقع وبوجهة نظر كاتب السطور ومعه العديد من الرموز والضليعين بالعمل الحزب والسياسي المحلي . 

يتصدر مشهد الاحزاب السياسية دون محاباة او مجاملة لاحد هو (حزب ميثاق الوطني) الذي شق طريقه بإتزان ودبلوماسية عالية يقودها مجموعة من السياسيين وبمقدمتهم الوزير الاسبق العين د. محمد المومني، كما ويضم مجموعة كبيرة من الرموز والشخصيات ذات الوزن العالي والبعد العشائري ومنهم من كان وزيراً او بالمناصب العليا للدولة سواءً في السلك المدني او العسكري واخرين كانوا في صفوف مجالس النواب ويحظون بجماهيرية وشعبية عالية المستوى العددي .

الميثاق الوطني وفي آخر احصائية رسمية كان في طليعة الاحزاب التي تضم اعداد هائلة من الشباب والشابات ولعل مؤتمره العام للشباب والذي عقده في قصر الثقافة بعمان شاهد عيان على حجم قوته الشبابية بحيث ضاقت جنبات القصر بالحضور المرعب لهذا العنصر والذي يعتبر الاهم بين عناصر الشعب الاردني ، كما ان العنصر النسائي والذي يقوده مجموعة مميزة من العضوات له دور كبير في تقدم الحزب ووضعه على اولى سلالم الترتيب العام للاحزاب .

يأتي في المرتبة الثانية(حزب ارادة) والذي استطاع امينه العام الوزير الاسبق نضال البطاينة من استقطاب عدد وافر من الواجهات البلدية ورؤساء البلديات ومجالس المحافظات واعضاء مجالسها ويؤخذ على الحزب عمله بسياسة الرجل الواحد الا ان هذا لا يقلل من شأنه باحقيته بانتزاع المركز الثاني بأقتدار وبفضل وجود شخصيات اعتبارية ونواب لهم قوة جماهيرية عالية .

المرتبة الثالثة سيطر عليها (حزب تقدم) والذي بدأت تحركاته تظهر للعيان بُعيد مؤتمره التأسيسي الاول وقد تحرك امينه العام العين خالد البكار بنشاط استقطابي (كمي ونوعي) الا ان خياراته بأنتقاء بعض قياداته يجانبها الصواب في بعض الاحيان، ومثلما عليه فله ايضا انه بدأ بدراسات متأنية مستغلاً الفك والتركيب للاحزاب الاخرى فقام على الفور بجمع شخصيات مهمة ضمن صفوفه واذا ما استمر بهذا النهج فأنه حتماً سينافس على المركز الثاني قريباً جداً .

المركز الرابع يتربع عليه (الحزب الوطني الإسلامي) والذي جاء مسماه على خلفية اندماج حزب الوسط الاسلامي مع حزب زمزم ولعل امينه العام مصطفى العماوي نجح في عملية الدمج دون ضجيج واستطاع بمعاونة عدد من قياداته الوصول الى بر الامان في الكثير من الإشكالات التي واجهت الحزب وهو الان في قمة تماسكه على كافة المستويات التنظيمية للحزب .

المركز الخامس يتقاسمه حزبا (عزم والاتحاد الوطني) فالاول الذي يقوده المخضرم زيد نفاع بعد انسلاخه عن حزب ارداة استطاع في فترة وجيزة بالظهور بثوب القوة واصبحنا نشاهد تحركاته الشعبية والاستقطابية على اكثر من لون الا انه ما زالت مسيرته محصورة بحدود داخل المدن الرئيسية الثلاث (عمان، الزرقاء، اربد) ، اما حزب الاتحاد الوطني والذي يتزعمه الكابتن محمد الخشمان في عمله بدأ بالفعل ومن خلال رموز واصحاب خبرة في التمدد افقياً وعامودياً وحالة التمدد لديه آخذه بالتوسع بشكل مضاعف ويتوقع له ان يتقدم على سلم الترتيب الحزبي الاردني شريطة الاعتماد في المراحل القادمة على وجوه وخبرات مجتمعية وسياسية مجربة .

اما عن (حزب العمال) فلا بد لنا من الفصل بين شعبية الحزب ومسيرته وبين حضور امينه العام د. رلى الحروب ومدى قبول الشارع لها ، فالحزب يعاني من اختلالات وخلافات داخلية كان لها اكبر التأثير في الحد من الاستقطابات الجديدة وعلى جانب آخر فقد صاحب مسيرته العديد من الاستقالات المؤثرة ايضا في نيابة الامين واعضاء المجلسين المركزي والسياسي ، الا ان امينه العام وعلى نقيض شعبية الحزب فأن الحروب تحظى بقبول شعبي غير طبيعي في الشارع الاردني كأحد اهم السياسيين واللاعبين الثابتين والمبدأيين في مواقفهم مما يرشحها لتخطي حواجز كثيرة ومنها الانتخابات النيابية القادمة .

ولعل حضور (الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني) في الساحة الشعبية والثقافية وتمدده للأطياف الشبابية من اصحاب الخبرات الحزبية السابقة، سيسهم دون شك في دفع عجلته صوب منافسة الحضور وتقديم مرشحين بأوزان متفاوتة، بالنظر لوجود نواب وأعيان ووزراء سابقون في صفوفه، وقد يجد الحزب فرصته بالمنافسة ايضا في الصف النسائي بقوة، لا سيما بعد اعلان فوز سمر دودين وبإجماع المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأردني بالأمانة العامة للحزب، ما يضع الحزب امام فرص جيدة لاستقطاب الدعم والتأييد لمرشحيه المرتقبين والحديث هنا عن أمينة حزب تشغل موقع المديرة الإقليمية ورئيسة البرامج في رواد التنمية - منظمة لتمكين المجتمع والشباب، كما انها ابنة البيئة السياسية الأردنية حيث والدها الوزير الأسبق مروان دودين، هذا الى جانب اعداد وفيرة من منتسبيه من اصحاب الخبرات السياسية والحزبية

(حزب جبهة العمل الاسلامي) الجناح السياسي لحركة الاخوان المسلمين فاننا نتجنب الحديث عنه وعن مكامن قوته ونقاط الخلل في مسيرته والتي تتحكم بمناسيبها ظروف وعوامل عدة منها داخلية واخرى خارجية بعد ربط العاملين فيه العمل لاجنداتهم الخاصة، ومؤخراً حاول رموز الحزب ركوب موجة حرب غزة الا انهم فشلوا بذلك فشلاً ذريعاً بسبب الوعي الكامل الذي يتمتع به عامة الشعب والذي لم يعد ينساق خلف الشعارات البراقة والخطب الرنانة كما انه ليس من السهل ان تنطلي عليهم "البروبكندات" الدينية كما كان يحدث سابقاً ، وبالمحصلة فأن قوة هذا الحزب لم تعد كما كانت سابقا بظل الخيارات الحزبية المتعددة والتي بات الاردنييون يعتمدون عليها وينتسبون اليها وشكلت معها اشغال للفراغ السياسي الذي عانى منه الشارع الاردني على مر عقود سابقة .

ملاحظة :
هذا التحليل يخص وكالة الشريط الاخباري ويحمل بثناياه اما الخطأ غير المقصود واما التوفيق من الله بالصواب المعهود ويمثل وجهة نظر الوكالة فقط فعذراً من الجميع سلفاً مع التنويه الى اننا سنستكمل تحليلاتنا لباقي الاحزاب السياسية كـ حزب الانصار الاردني والوحدة الشعبية والعمل والطبيعة وغيرها.
وللحديث بقية ...