إشهار كتاب "عمّان من المسافة صفر" بأسئلة حول راهن المدينة ومآلاتها..

خالد سامح


بحضور حشد من الكتاب والفنانين والناشطين الثقافيين، احتضنت مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة أمس الأول حفل إشهار وتوقيع كتاب "أن تكتب المدينة..عمّان من المدينة صفر"،وهو من تأليف 11 كاتباً أردنياً التحقوا بورشة أدبية على مدى شهر خلال الصيف الفائت لانتاج نصوص اشتباكية حول عمّان، واقعها ومآلاتها المستقبلية وفكرة الانتماء إليها، وكان إصدارهم هذا نتاج تلك الورشة كما شارك معهم في الكتاب مسير الورشة وصاحب فكرتها ومحرر الكتاب الناتج عنها القاص والشاعر هشام البستاني.

الكتاب صدر مؤخراً بطبعة فاخرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمّان وبيروت ،والتي حضر مديرها ماهر الكيالي الحفل، إلى جانب جميع المؤلفين وهم : آلاء جانبك، أيمي الخليفي، اسلام أبو حيدر، حليمة الدرباشي، خالد سامح، يارا غنيم، هيفاء أبو النادي، خالد سامح، مريم الدجاني، مريم عيتاني، رنيم أبو رميلة، والمحرر هشام البستاني.


عمّان اليوم

في بداية حفل التوقيع الذي تضمن قراءة بعض النصوص التي شملها الكتاب، طلب هشام البستاني من الحضور الوقوف دقيقة صمت إجلالً لأرواح ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة واستنكاراً للجريمة البشعة التي ترتكب بحقهم على مرآى العالم.
وقدم البستاني فكرةً عن الكتاب، مبيناً أنه جمع جهود المشاركين في ورشة "أن تكتب المدينة، بعد أن تسأل ما هي المدينة؟" لكتابة نصوص أدبيّة قصصيّة أو شعريّة أو هجينة تتعلّق بعمّان وتحوّلاتها؛ وقال " أردناها نصوصاً تستكشف التوتّر الذي نعانيه يوميًّا مع المساحة المدينيّة المحيطة (هل هي مدينيّة حقًّا؟)، بين الذاكرة (المُرَمْنَسة، المُنَمْذَجة) وبين واقع الحال اليوم، وتبحث الجدل المستمرّ بين العام والخاص، الجماعيّ والفرديّ، بين التّغيير المفترض/المتخيّل وإجباريّة الخوض في الحياة اليوميّة برداءتها ورذالتها، بين الديناميكيّات المتناقضة المتحرّكة المتداخلة المتشابكة التي تصنع عمّان اليوم، وتفعل فيها".
كما شكر مسير الورشة مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة لما قدمته من دعم واستضافتها الورشة الأدبية وحفل التوقيع، إضافةً إلى دار النشر "المؤسسة العربية للدراسات والنشر".

عمّان الأسئلة!



البستاني قدم مؤلفي الكتاب للجمهور، ودعاهم للحديث حول تجربتهم في الورشة والكتاب الناتج عنها، فتحدث كل منهم على عن تقييمه للورشة وما أضافت له والنص الذي أنتجه، كذلك عن علاقته بعمّان، وتعاطيه مع أسئلة الهوية والانتماء والمستقبل في ظل التحولات العاصفة في مناحي حياتية عديدة، وتجاربه الذاتية التي صاغت رؤيته للمدينة وعلاقته بها.
بينما قرأ بعضهم نصوصاً من مشاركاتهم في الكتاب، استعادوا فيها عمّان التي تختزنها ذاكرتهم، والالتباسات التي تعتري علاقتهم بالمدينة.


الورشة في معرض

خارج القاعة التي أقيم فيها حفل التوقيع، عرضت في ردهات المؤسسة وعلى جدران مدخلها أوراق ورشة "أن تكتب المدينة" جميعها، من مسودات نصوص ورسومات ، إلى خرائط وضعها المشاركون لعمّان ومعالمها المطبوعة في ذاكرتهم، وعبارات لمعت أيضاً في ذهن المشاركين مباشرة عندما سألهم مسير الورشة عن تعريفهم لعمّان كمدينة وعلاقتهم بها، وغيرها من متعلقات الورشة، كما عرضت نماذج من نصوصهم عبر البروجكتر.

وفي ختام الحفل وقع المشاركون جميعاً عشرات النسخ من الكتاب للحضور.




ومؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة التي تأسست قبل خمس سنوات هي منظمة غير ربحية تهدف إلى التشبيك بين الفنانين ومنسقي المعارض والفعاليات والفاعلين الثقافيين والمعلمين من داخل الأردن وخارجها. تقع المؤسسة في قلب جبل عمان التاريخي وعلى مقربة من مركز وسط البلد. تتضمن مباني المؤسسة مساحات للمعارض وورشات العمل والعروض والإقامات الفنية، بالإضافة إلى مكتبة فنية متخصصة. يقوم فريق عمل المؤسسة حاليا بتطوير منهج تدريسي لدرجة الماجستير في الفنون.
وهشام البستاني كاتب أردني حداثي وناشط سياسي وثقافي، صدرت له عدة مجموعات قصصية وتُرجمت قصصه ونصوصه الشعريّة إلى لغات عدّة، ونُشرت الإنجليزيّة منها في دوريّات بارزة في الولايات المتّحدة، وبريطانيا، وكندا، وأيرلندا، وأبرز كتبه : «الفوضى الرتيبة للوجود»، «عن الحب والموت»، «أرى المعنى»، «مقدمات لا بد منها لفناء مؤجل»، «شهيق طويل قبل أن ينتهي كل شيء»، وله كتاب سياسي بعنوان «الكيانات الوظيفية- حدود الممارسة السياسية؛ في المنطقة العربية ما بعد الاستعمار"

بالإضافة إلى كتابة القصّة والشعر، يقدّم هشام عروضًا «اشتباكيّة» تدمج نصوصه مع عدّة فنون على المسرح، مثل الموسيقى والتّشكيل والرّقص المعاصر.تولى تحريرالأدب العربيّ لمجلّة ذي كومون، وهي مجلة أدبية تصدر في جامعة آمهيرست الأمريكية، حيث يشرف فيها على إصدار ملفّات من الأدب العربيّ مترجمة إلى الإنجليزيّة
حصل البستاني على عدة جوائز عالمية أبرزها جائزة جامعة آركنسو الأمريكية للأدب العرب وجائزة التفرغ الإبداعي لمؤسسة روكفلر وغيرها من الجوائز.