جون أفريك : هناك إبادة جماعية جارية في غزة
في مقابلة خصّ بها مجلة "جون أفريك" الفرنسية، عبّر رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، الذي يسعى جاهداً للحفاظ على موقف متوازن، لحماية مصالح دولته الصغيرة، عن موقف بلاده الواضح فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس، كما هو الحال بالنسبة للوضع في اليمن.
فقد اعتبر إسماعيل عمر جيلي أن عنف السلطات الإسرائيلية ضد سكان غزة، والرغبة المعلنة في وضع حد لهم مرة واحدة وإلى الأبد، والمذبحة العشوائية بحق المدنيين، تشكل إبادة جماعية مستمرة، وأن ليس لديه أدنى شك في ذلك.
ورداً على السؤال إن كان يعتبر حماس حركة إرهابية، قال رئيس جيبوتي إنه بالتأكيد لا يصنف الحركة الفلسطينية إرهابية، معتبرا أن النضال الذي تخوضه حماس يشكل نضالاً مشروعاً من أجل حرية الشعب الفلسطيني، حتى ولو كان من الواضح أن المدنيين الأبرياء قد يكونون ضحايا له. وتساءل: كيف يعتبر قتال حكومة تمنعك من الوصول إلى الأراضي التي تملكها بمثابة إرهاب؟
رداً على أسئلة "جون أفريك" بشأن الهجمات التي يشنها الحوثيون على خلفية الحرب على غزّة والتي تسببت في تعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر قبالة سواحل جيبوتي مما أثار رداً عسكرياً من قبل الأمريكيين والبريطانيين، قال رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي إنه من الواضح أن هذه الهجمات تعرقل بشكل خطير حرية الحركة البحرية في البحر الأحمر، وأنها تشكل التأثير الوحيد لما هو في الواقع "حرب بالوكالة” تقودها إيران، عبر الحوثيين، ضد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وحلف شمال الأطلسي. والإسرائيليون لا يهتمون، بل إن هذا الوضع يناسبهم. إذا كان ما يحفز الحوثيين هو غزة حقاً، فمن الأفضل أن يرسلوا صواريخهم شمالاً، على حد تعبير الرئيس الجيبوتي.
كما اعتبر إسماعيل عمر جيلي أن الحوثيين عنصر مهم على رقعة الشطرنج اليمنية، وليسوا جماعة إرهابية. "وحتى لو اعترفنا بحكومة الرئيس العليمي باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة، فلا يمكننا أن نتجاهل وجود حركة مسلحة قوية تسيطر على العاصمة صنعاء”، يقول رئيس جيبوتي.
وبخصوص تأثير أزمة البحر الأحمر على نشاط ميناء جيبوتي دوراليه، قال الرئيس إسماعيل عمر جيلي إن هذه الأزمة حساسة، ولكن بلاده تسيطر عليها في الوقت الراهن، غير أن هذا الوضع يجب ألا يستمر، مشيرا إلى أنه حتى نهاية شهر فبراير الماضي، انخفض حجم الواردات إلى جيبوتي وإثيوبيا بنسبة %20 منذ اندلاع الأزمة في شهر ديسمبر الماضي، على الرغم من أن الانخفاض في حركة المرور المحلية وحركة المرور العابرة تم تعويضه من خلال زيادة كمية الشحن الكبيرة.
وأوضح إسماعيل عمر جيلي أن حكومته تدرك، مع ذلك، أن حجم التأثير السلبي لن يكون محسوسًا إلا في شهري مارس وأبريل. ولذلك فإنها تبقى يقظة للغاية حتى يتم التمكن من تخفيف الصدمة.