قراءة عقلانية في تدوير الزوايا الحادة ومسالة إسدال الستار عن المشهدالمعقد ..!! بقلم / د. حازم قشوع


 
من أبرز الاسئله التى تجول فى عقول المتابعين للمشهد السياسي هى مسالة انهاء كيفية الحاله المستعصيه فى حرب غزة التي تزداد تعقيدا من اقتراب الاستحقاق الانتخابي للرئيس بايدن ويزداد حالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي بين معسكر الجيش بالسمة اليهودية ومعسكر الحريديم بالسمه التوراتية هذا اضافة الى تنامى الضغوطات الإقليمية والدولية التى مازالت تنادي بضرورة وقف الحرب ووقف حالة التجويع والترويع التى تمارس ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
 
جملة الوصف هذه مازالت تدار على مقياس تدوير الزوايا الحادة من أجل كسب مزيد من الوقت لإعطاء الة الحرب الاسرائيلية فرصة تنفيذ الحل بجمله عسكرية التى لم تحقق أيا من أهدافها على الرغم من انقضاء أكثر من ستة أشهر من المعارك الدامية وما رافقها من حالات تهجير وتدمير الا ان الحل بالاله العسكرية أثبت عن نجاعته سيما أن أهداف تل ابيب المعلنة لم يتحقق منها هدف واحد لا من باب استعادة الأسرى ولا من باب التهجير وعلى حتى بإيجاد أرضية ملائمة تسمح باسرلة القطاع.
 
غزة القطاع مازلت فيه المقاومة تمتلك زمام السيطرة على الرغم من وجود القوات الإسرائيلية فى شمال القطاع لكن من دون فرض آلية التحكم واستلام زمام السيطرة وهو ما جعل العامل الذاتي للمقاومة يفرض إيقاعه على جملة البيان الموضوعية ويجعلها لصالحه فى بيت القرار السياسي الذي أخذت معظم عناوينه تكون لصالح فلسطين وقضيتها وأخذ معظم الدول تتحدث عن أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبارها عنوان الحل.
 
وحتى يصبح ما يمكن اقتراحه في حاضنه الاشتباك السائدة يحمل مقترحات مفيدة فإن بيان الحل بالطرف الاسرائيلي يستدعي بموجبه إرسال رسالة امان لتنياهو تبعده عن شبح المحكمة وهو ما قد يرتب ترفيعه الى رتبة رئيس دولة إسرائيل، وهو ما سيفتح الباب أمام غانتس بإعادة تشكيل حكومة تبعد تيار الحريديم التوراتي عن بيت القرار بالجانب الأمني والسياسي ويقدم جملة مفيدة يمكن البناء عليها فى اعادة بيان للطرف الإسرائيلي ليكون في مقام التسويه السلميه.
 
 أما في جانب الطرف الفلسطينية فإن الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس الفلسطيني لأردوغان حملت معها إمكانية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ليعمل الجميع في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التى توافقت عليها كل الفصائل بما فى ذلك حماس والجهاد وهذا يعنى أن الطرف الفلسطيني قادر على بناء جملة توافق مع الطرف الاسرائيلي اذا ما شرع الجميع في بناء أرضية عمل للتسوية.
 
وهى التسويه السلميه التى ستقدم ارضيه داعمه للرئيس بايدن في المحصلة إذا ما تم الاستثمار فيها من أجل تعزيز مناخات الأمن والسلم بالمنطقة عبر مؤتمر دولي يشارك فيه الجميع يتم اعتراف أممي عبره بالدولة الفلسطينية وتطبيع العلاقات البينية بين مجتمعات المنطقة والعمل على اعادة إعمار فلسطين فى غزة كما فى القدس والضفة من أجل بناء ظروف معيشية أفضل للمجتمع الفلسطيني تسمح بإيجاد فرص عمل تشغيله وبناء أرضية ثقافية تقوم على أرضية القبول بالآخر واحترام ستاتيكو الأديان.
 
 وهي المعادلة التي بينها  القدس ضمن الوصاية الهاشمية ورايتها السلمية كونها تشكل المرجعية الضامنة للقدس بجغرافيتها وديموغرافيتها كما تكون الحماية الراسخة للأماكن الدينية فيها الإسلامية والمسيحية ضمن ستاتيكو التاريخي الهاشمي لبيت المقدس وهى الجمل التي من شأنها أن تجيب على الكثير من الاسئله وتضع الجميع في معادلة ( رابح – رابح ) التي عليها تقف التسوية ويتشكل من باطنها ما يراد ترسيمه المنطقه فى بناء قوة شرق أوسطية قادرة على مواجهة التحديات والتعامل بندية مع الأطراف الإقليمية.
 
 هذه السياقات وسياساتها كانت حاضرة بجمل التفاهم المغلقه التى جعلت بالبرديع من الموساد مع وليام بيرنز كما كانت حاضره بطريقة اخرى بين أردوغان و زيلنسكي والذى يريد عبرها أردوغان من انهاء موقعي الاقتتال في فلسطين كما في أوكرانيا ضمن جملة تسويه واحده يعود معها العساكر الى ثكناتها ويعود يغلب على المشهد العام العمل السياسي التفاوضي والعمل السياسي بالإطار الجيواقتصادي وليس الأمنى والعسكرى وهى الموضوعات التي يمكن البناء عليها فى مساله إسدال الستار عن المشهد لفتح مشهد جديد !!.
 
                                          د.حازم قشوع