رسالة الملكة مع هلال رمضان !

مع هلال شهر رمضان أرسلت الملكة رانيا العبدالله رسالة عبر القناة الامريكية اكدت عبرها على ضرورة اتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الأهل في قطاع غزة نتيجة تعرضهم لحرب ممنهجة تقوم على الابادة جماعية حيث لم تقف حدودها عند المعارك العسكرية والعمليات الميدانية فحسب بل راحت تتخذ من سياسة التجويع منهجية عمل لها، و من الة الحصار المعيشي وسيلة ضاغطة لتحقيق أهدافها فى جعل غزة القطاع منطقة طاردة للسكان وبيئة غير قابلة للعيش بما يجبر أهلها للرحيل نتيجة ظروف حياتية لا تطاق خلفتها قوات العدوان الاسرائيلية بعدما قامت بتدمير البنية التحتية والمنشآت الصحية وقامت بتهجير كامل القطاع وجعلته يعيش في مناطق نزوح وتجمعات مخيمات في منطقة رفح.
 
القوات الاسرائيليه التى مازالت تذعن بغييها وتقوم بإطباق حصارها على قطاع غزة، لابد لها من رادع يضبط تصرفاتها التي باتت بحاجة الى صوت عقلاني يكبح جماحها، وقرارات دولية تحد من ممارستها غير الإنسانية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني الذي اراد الحياة ويبحث عن حريته وفق القانون الدولي، إلا أن الحكومة الإسرائيلية بسياساتها المتطرفة تتغول كل يوم على القانون الإنساني متعمدة وبوسائل همجية لا تمت للقيم الأخلاقية بصلة وهي تعمد  لإغلاق جميع مراكز الحدود البرية أمام قوافل الإغاثة الدولية متذرعة بمبررات واهية تستهدف القضاء على المقاومة التي يمكنها الخلاص منها لو انهت احتلالها للاراضي الفلسطينية التي تم إقرارها بموجب القانون الدولي.
 
لكن الحكومة الاسرائيلية مازالت غير آبهة بكل الدعوات التى تم إرسالها عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها والأسرة الدولية ومعظم قادتها، الأمر الذي دعى الملك عبدالله للتفكير خارج الصندوق لحل مشكلة إيصال المساعدات بإبتكار مسألة الإغاثة الجوية التي أصبحت تشكل القناة الإنسانية الوحيدة التي يمكن عبرها إيصال ما يمكن إيصاله من مساعدات إغاثية تحد من مسألة الموت من الجوع التي باتت سمة المشهد الإنساني في قطاع غزة وترفع من معنويات سكان غزة برسالة تقول لن ننساكم وسنصل إليكم رغم الحصار الخانق وهى الرسالة التى أراد الاردن إرسالها عبر قوافل الإغاثة الجوية وهو ما جعلها تشكل نموذج بديل لإيصال المساعدات لحين حل مشكلة المعابر البرية.
 
وهو ما جعل الملكة رانيا تختار مركز الإغاثة الجوي للحديث عبر الشبكه الامريكيه وذهبت للتاكيد ان عملية الانزال الاغاثي ليست بديلا عن القوافل البرية التي تشكل الأساس القويم لإيصال المساعدات لكن التعنت الاسرائيلي في فتح المعابر جعل من عملية الانزال الجوي تشكل الوسيله الوحيده المتاحه امام وصول المساعدات اللازمة للقطاع من اجل ادامة معيشتهم ودعم ثباتهم على أرضهم المحتلة وهم مازالوا يعانون من اضطهاد الاحتلال منذ قرن من الزمان وليس منذ اندلاع ازمة اكتوبر كما يقف عليها البعض ويجرى توصيفها.
 
ولقد ارسلت الملكة رسالة للمجتمع الاسرائيلي أكدت عبرها أن حل الأزمة وبناء علاقة طبيعية بين مجتمعات المنطقة يتأتى عبر إنهاء الاحتلال وليس عبر توسعة بالاستيطان وتقويضه بالعمليات العسكرية فإن هذه الممارسات لن تزيد المنطقة إلا المزيد من الاحتقان فإن الحل يبدأ بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال باحترام القانون الدولي هذا ما يجب على المجتمع الإسرائيلي معرفته والعمل بموجبه حتى يتم بناء جسور ثقة بين مجتمعات المنطقة وهو ما يتطلب عودة الجميع الى الأدوات السلمية والقنوات التفاوضية كونها تشكل الأساس الذي يمكن البناء عليه في ترجمة آمال شعوب المنطقة بالعيش المشترك القائم على احترام جميع الأديان في منطقة مهد الحضارات التي جاءت بالقيم الإنسانية ورساله سلام للعالم اجمع.
 
 وهو ما يجعل الأردن يشكل نموذج فى كل شىء حتى بطريقة تعامله مع خصومه وسياسة تعاطيه مع حكومة تطرف أرادت اختطاف الشعب الاسرائيلي لتنفيذ مآرب ضيقة باتت مكشوفة ومرفوضة عند الاسره الدوليه، وهو ما بينه انطونيو غوتيريس في حديثه المباشر على الحالة فى غزة وما ذهبت اليه الملكة رانيا فى رسالتها الإنسانية ذات المضمون السياسي مع هلال شهر رمضان جعله نصره و انتصار لفلسطين القضية.
 
                                             د.حازم قشوع