أول يوم في رمضان الأردن: “ماء وتمر وعالكالوتي” واستلام 38 شاحنة عراقية.. والملكة رانيا “موت مؤلم لأطفال غزة”-

"صبايا.. شباب.. ماء وتمر وتعالوا افطروا في ساحة الكالوتي”… كانت تلك الدعوة التي وجهها علنا الناشط النقابي الأردني البارز ميسرة ملص للأردنيين في أول يوم إفطار بشهر رمضان المبارك تحت عنوان "الإفطار التقشفي” على الرصيف تضامنا مع أهالي قطاع غزة.

 نفس الدعوة تبناها الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد عضايلة والملتقى الشعبي لدعم المقاومة في سياق تفاعل الشارع الأردني وقواه مع حالة المجاعة في قطاع غزة ومع خطة التجويع في شهر رمضان التي يشنها الجيش الإسرائيلي.

قبل نحو ساعتين من موعد الإفطار في أول أيام الأردن الرمضانية بقيت الدوريات الأمنية واضحة الملامح في محيط مسجد الكالوتي القريب من المقر الفارغ لسفارة تل أبيب.


وبدا واضحا من بعض الترتيبات اللوجستية قبل الإفطار بوقت قصير بأن عشرات الشباب في طريقهم لافتراش الأرض في فعالية تضامنية ورمضانية مع أهل قطاع غزة، وسط سلسلة مبادرات إيمانية تدعو الأردنيين لتخفيض نفقاتهم ومخصصاتهم الغذائية في الشهر الفضيل بهدف "استذكار الصائمين” في غزة كما أفاد ملص.

ويبحث الأردنيون عن صياغات مبتكرة لإظهار بقائهم في حال التضامن مع أهل غزة فيما سجلت الملكة رانيا العبد الله حديثا جديدا لمحطة سي إن إن الأمريكية أعلنت فيه بأن الأمر لم يعد يتعلق بـ”جوع” في غزة بل بـ”أطفال يموتون جوعا” فيما لا يفعل العالم المتحضر شيئا.

تصريحات ملكة الأردن التي سجلت لصالح المذيعة الشهيرة كريستان أمانبور وفي إحدى القواعد العسكرية الجوية بصحراء الأردن ترافقت مع "فعاليات عسكرية” لدعم الإغاثة الهاشمية لغزة، حيث استقبل رئيس الأركان الأردني يوسف حنيطي وفدا عراقيا رفيع المستوى أحضر معه حمولة 38 شاحنة مساعدات مقدمة باسم الحكومة العراقية.


وقال تصريح رسمي إن القوات المسلحة الأردنية ستتولى نقل وتأمين حزمة المساعدات العسكرية العراقية فيما تحدث ناطق رسمي مجددا عن تنفيذ 5 إنزالات جديدة بالتعاون مع مصر وبلجيكا وبإشراف سلاح الجو الأردني، الأمر الذي يدلل على أن عمان مستمرة في منهجية الإنزالات رغم أن الملكة رانيا وصفتها أمس بأنها "رمزية” ولا تكفي، فيما وصفها وزير الخارجية أيمن الصفدي بأنها لا تغطي إلا 4% من احتياجات أهالي القطاع.

وانتقدت الملكة الأردنية ما وصفته بالصمت على "الموت المؤلم لأطفال غزة” وفسرت الإنزالات بأنها إشارة لأن الأردن لا يستطيع البقاء صامتا إزاء ما يجري، وحملت ضمنا في تعليقاتها الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مسؤولية "إفلات إسرائيل من العقاب”.

حفلت مقابلة الملكة بالرسائل "المباشرة في انتقاد الصمت الدولي” والعدوان الإسرائيلي.
القدس العربي