ليّ الأذرع بين فرنسا والمغرب..
تساءلت مجلة "لوبوان” الفرنسية: "هل ما زال بإمكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذهاب إلى المغرب دون الاستجابة لمطالب المملكة بشأن الصحراء الغربية بعد أن مر بأزمة حادة في السنوات الأخيرة؟”.
وقالت المجلة إنه بينما كانت باريس تضع إجراءات تذكارية جديدة مع الجزائر، على أمل إنهاء الخلاف، كانت العلاقات مع المغرب تتدهور. وأضحت "لوبوان” أن إسبانيا جرّبت قبل فرنسا الاضطرابات في العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وكان لذلك تداعيات واضحة عليها. ومع وجود 21 مليار يورو من التجارة بين البلدين، و17 ألف شركة إسبانية تصدّر إلى المغرب، لم تستطع مدريد تحمل الأزمة. كما أن الرباط تحمل سلاح الهجرة.
فقد استجاب بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، لمطالب عديدة، وضحّى بوزير خارجية لم يتفق مع الرباط، ذاهباً في اتجاه مغربية الصحراء. فالاشتراكيون الإسبان براغماتيون للغاية، حيث يديرون ظهورهم، ويذعنون للمطالب، ويغطونها بالتصريحات النارية. فهل يتعين على فرنسا أن تتصرف بنفس الطريقة لاستعادة علاقة حقيقية مع المغرب، من مكافحة الإرهاب إلى الاقتصاد، بما في ذلك الهجرة وملف الصيد مع الاتحاد الأوروبي؟
وتابعت "لوبوان” موضّحة أن السفير الفرنسي الجديد في المغرب، كريستوف لوكورتييه، لا يتردد في المغازلة من خلال امتداح مضيفيه عبر كل منصة متاحة له. من جانبه، قطع ستيفان سيجورنيه، وزير الخارجية الفرنسي الجديد، شوطا طويلا، وتم استقباله في الرباط ضمن زيارة رسمية في فبراير/ شباط الماضي، في إشارة إلى أنه لم يعد العدو الأول للشعب المغربي.
فرئيس الدبلوماسية الفرنسية، والمقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، تعرّض عندما كان يرأس مجموعة "التجديد” في البرلمان الأوروبي، لوابل من الانتقادات من الصحافة القريبة من القصر المغربي، و التي تحدد لهجة الوضع بشكل غير رسمي، وذلك بسبب بعض النصوص المتعلقة بالحقوق والحريات في المغرب، تقول "لوبوان”، موضّحة أن ملف الصحراء الغربية في قلب تلك المشاكل. فالمغرب الذي يدير هذه المنطقة ( تبلغ مساحتها مساحة إيطاليا، يطالب بها الانفصاليون الصحراويون المدعومون من الجزائر منذ أكثر من خمسين عاما)، يريد أن يجعلها مركزا سياحيا واقتصاديا، وجسرا بين دول المحيط الأطلسي والساحل، وأن يدرك شركاؤه أن هذه ”الأراضي الجنوبية” ملك له.
كما أن هناك ملفّا آخر هو التعاون بين قوات الشرطة، تتابع "لوبوان”، موضّحة أنه تم تحليل عملية الاعتقال الأخيرة في الرباط لـ"Chat” الملقب بـFélix Binguy ، وهو تاجر مخدرات وزعيم عصابة في مارسيليا، على أنها تقدم في التعاون بين مصالح البلدين. وحتى الآن لم يتم طرده بعد.
واعتبرت "لوبوان” أنه يتعين الحذر، مشيرة إلى إطلاق لبنان والإمارات للتو سراح اثنين من كبار تجار المخدرات الفرنسيين. وبالتالي، سيكون تسليم المغرب لتاجر المخدرات Félix Binguy بمثابة اختبار لحسن نيته تجاه فرنسا، ويمكن أن يسمح بزيارة الرئيس ماكرون. لكن قضية الصحراء الغربية تبقى "الفيل في الصالون”، على حد وصف "لوبوان”.