واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها الدامية ضد العديد من مناطق قطاع غزة، وأوقعت عشرات الضحايا الجدد، بعد أن دمرت العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها، فيما قامت باقتحام ثالث مشفى محاصر في القطاع، وهو "مشفى ناصر” بمدينة خان يونس، واعتقلت من هناك عدداً من المرضى والنازحين والطواقم الطبية.

ومع إبقاء حصارها على مناطق غرب مدينة غزة، القريبة من مجمع الشفاء الطبي، الذي يتعرض لحصار واقتحام متكرر من جيش الاحتلال، وسعت قوات الاحتلال من هجماتها في مدينة غزة، وشنت غارات جوية على مناطق أخرى تقع على مقربة من وسط المدينة، دمرت خلالها العديد من البنايات السكنية.

وذكرت مصادر طبية أن عدداً من الشهداء والإصابات سقطوا جراء استهداف طيران الاحتلال مطعماً ومنزلاً لعائلة سكيك في محيط مفترق أبو طلال، القريب من مجمع "الشفاء”.

وجاء ذلك في وقت أبقت فيه قوات الاحتلال على حصار مناطق غرب غزة، حيث تتعرض المنازل هناك لعمليات قصف مدفعي وأخرى من الطيران الحربي، دون أن يتمكن سكانها من المغادرة خشية من الاستهداف بنيران القناصة، أو بصواريخ الطيران المسير، على غرار ما حصل ما آخرين.

وذكرت مصادر محلية أن تلك القوات واصلت عمليات حرق منازل السكان في غرب غزة.

وعلاوة عن المرضى والطواقم الطبية المحاصرة في مجمع "الشفاء”، يعاني سكان مناطق غرب غزة أيضاً من الجوع، بسبب منع جيش الاحتلال وصول أي مساعدات إلى تلك المناطق، فيما لا تزال جثث الشهداء تملأ الشوارع وداخل المنازل المستهدفة، حيث تمنع طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.

وقالت وزارة الصحة إن جيش الاحتلال شدّد من حصاره للكوادر الصحية والمرضى والجرحى في مجمع "الشفاء”، حيث يحتجزهم داخل مبنى "تنمية القوى البشرية”، غير المهيأ للرعاية الصحية، حيث لا يزال يمنعهم من الخروج منه.

وكررت الوزارة مناشدتها للمؤسسات الأممية والمجتمع الدولي من أجل التدخل العاجل لإنقاذ أرواحهم.

وذكرت مصادر محلية من المدينة أن جيش الاحتلال استهدف أيضاً عمارة اللولو وعمارة الأكابر في منطقة شارع فلسطين، بحي الرمال، ما أدى إلى تدميرهما بالكامل.

كما شنت قوات الاحتلال غارة على منزل قرب مسجد السوسي بمخيم الشاطئ في مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات، كذلك نفذت غارات استهدفت منزلين آخرين في مخيم الشاطئ، ما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين.

وسقط عددٌ آخر من الشهداء والمصابين جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الدرج وسط مدينة غزة.

وفي وسط قطاع غزة، شن الطيران الحربي عدة غارات جوية استهدفت عدة منازل، كان من بينها استهداف منزل غرب مخيم النصيرات، كما قامت المدفعية بقصف العديد من المناطق الحدودية الواقعة شرقاً.

وقد استمرت العملية العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال في مدينة خان يونس، وتحديداً في محيط مشفيي "الأمل” و"ناصر”، وبعد يوم من إخلاء المشفى الأول وإجبار المرضى والطواقم الطبية على تركه، وإخراجه عن الخدمة، قامت تلك القوات باقتحام مشفى "ناصر”.

وحسب ما أكدت مصادر طبية، فإن تلك القوات اعتقلت خلال الاقتحام عدداً من الكوادر الطبية والنازحين، وقامت بإطلاق النار على شبان نازحين بعد أن أمرتهم بإخلاء المشفى إلى مناطق غرب خان يونس.

وقام الطيران الحربي الإسرائيلي بشن سلسلة من الغارات على محيط مستشفى غزة الأوروبي جنوب قطاع غزة.

واستشهد 11 مواطناً وأصيب آخرون في قصف طال عدة منازل في المدينة، منها منزل عائلة ضهير بمنطقة خربة العدس شمالي رفح جنوب القطاع، ومنزل لعائلة الحمايده بمخيم الشابورة وسط المدينة.

كما قصف مزرعة دواجن بمنطقة الشوكة شرقاً، وأرضاً زراعية قرب بوابة صلاح الدين، جنوبي المدينة، إضافة إلى قصف منزلين في مخيم يبنا.

وأعلنت وزارة الصحة عن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 76 شهيدًا و102 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأشارت الصحة، في تصريح مقتضب، إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

كما أوضحت أن عدد الشهداء منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، ارتفع إلى 32490 شهيدًا و74889 إصابة.