الاتحاد الفرنسي لا يحترم مبادئ الدين الإسلامي؟
في الوقت الذي أقرّت فيه معظم الاتحادات الكروية في أوروبا وقتا مستقطعا لتمكين الصائمين من شرب الماء وكسر الصيام، بما في ذلك إنكلترا مهد الكرة، يصر الاتحاد الفرنسي على منع ذلك رغم وجود أكبر نسبة من اللاعبين المسلمين في كل الدوريات والفئات السنية. بل ذهب أبعد من ذلك عندما قرر عدم استدعاء اللاعبين المسلمين في مختلف المنتخبات الشبانية التي كانت هذا الأسبوع على موعد مع مباريات دولية ودية ورسمية، في موقف استثنائي أثار ردود فعل ساخطة في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية التي نددت بالتمييز الديني ودعت الى احترام كل الديانات والطقوس والعبادات، خاصة شعيرة الصيام لدى اللاعبين المسلمين.
الفرانكو – سنغالي حبيب باي مدرب فريق ريد ستار الذي ينشط في الدرجة الثالثة من الدوري الفرنسي دافع أمام الصحافيين عن لاعبيه المسلمين المقدر عددهم بـ 14 لاعبا، مؤكدا ضرورة احترام ممارستهم لشعائرهم الدينية بما في ذلك صيام شهر رمضان المبارك الذي لا يؤثر على مردودهم، بل يساهم في زيادة مشاعر التماسك والتضامن والاحترام بين اللاعبين، خاصة وأن موقف الاتحاد الفرنسي المعلن يقر مبدأ الحياد وعدم إقحام الدين في الرياضة، لكنه لا يلتزم بموقفه عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، ويقف موقف المتفرج من التضييق الذي يتعرض له الصائمون، ولم يسمح باعتماد الوقت المستقطع الذي لا يتعدى دقيقة واحدة، يعتمده تلقائيا عندما ترتفع درجة الحرارة أثناء إجراء المباريات.
كلام حبيب باي المدافع السابق لأولمبيك مرسيليا جاء في وقت امتنع فيه العديد من اللاعبين المسلمين عن الالتحاق بمختلف المنتخبات الشبانية التي اشترطت عليهم عدم الصوم، مثلما حدث مع لاعب ليون محمد دياوارا نجم منتخب أقل من 19 سنة، الذي أصر على صيام شهر رمضان مما كلفه الإبعاد، وهو الأمر الذي اعتبره المدرب السنغالي ” تمييزا دينيا ضد المسلمين بالخصوص دون غيرهم من الذين يؤمنون بديانات أخرى ويمارسون شعائر أخرى”، ويعتبره آخرون سبب تراجع مستوى مردود اللاعبين الصائمين في شهر رمضان، رغم كل الدراسات الطبية التي أكدت عكس ذلك، وأثبتت أن الصيام لا يؤثر على صحة اللاعبين ومردودهم.
أصوات أخرى كثيرة في أوساط المدربين واللاعبين الحاليين والسابقين في فرنسا تعالت مجددا للتنديد بالتعسف والتمييز تجاه اللاعبين المسلمين، ما أعاد النقاش مجددا الى الواجهة في بلد يدعي الالتزام بقيم الحرية والأخوة والمساواة، لكنه يمنع على المسلمين حرية العبادة، ولا يساوي بينهم وبين المسيحيين واليهود، وينشر العداوة بدلا من الأخوة بين أبناء البلد الواحد على اختلاف ألوانهم وأصولهم ومعتقداتهم، خاصة في الرياضة عموما وكرة القدم بالخصوص، من خلال رفض السماح بإعطاء فترة توقف للاعبين أثناء المباريات لكسر صيامهم أثناء أذان المغرب، وعدم استدعاء اللاعبين الدوليين للمشاركة مع المنتخبات الشبانية خلال شهر رمضان إذا لم يلتزموا بعدم الصوم.
مساومة اللاعبين خاصة الشبان منهم بين ممارستهم للكرة والتزامهم بتعاليم دينهم تعود كلما يحين موعد رمضان، لتعيد النقاش بين الترحيب والاستنكار، رغم أن الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا التي تشدد على التضييق دوناً عن كل الدول الأوروبية الأخرى!
حفيظ دراجي
إعلامي جزائري