قصف الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، مناطق عدة في غزة، موقعا شهداء جددا، كما واصل عملياته لليوم 11 في مجمع الشفاء ومحيطه، حيث وصلت حصيلة الضحايا هناك إلى 200 نازح جرى إعدامهم، وتزامن ذلك مع استمرار أزمة الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه تل أبيب على القطاع، إذ ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية إلى 30، ما دفع قضاة محكمة العدل الدولية، بالإجماع، إلى توجيه أمر لإسرائيل، باتخاذ كل الإجراءات لضمان دخول المساعدات، دون تأخير وعوائق، مؤكدين أن «المجاعة وقعت».

وأوضحت المحكمة في بيان أنه ينبغي على إسرائيل توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل دون تأخير وعوائق على نطاق واسع، وزيادة قدرة وعدد نقاط العبور البرية إلى غزة وإبقاؤها مفتوحة لأطول فترة ضرورية.

وأضافت أنّ «الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون خطر المجاعة فحسب، بل المجاعة وقعت».

خطوة المحكمة أتت مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، فقد قالت وزارة الصحة في القطاع إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الأخيرة، 6 مجازر في القطاع، راح ضحيتها 62 شهيداً و91 مصاباً، وارتفع بذلك عدد ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 32 ألفاً و552 شهيداً، بينما بلغ عدد المصابين 74 ألفاً و980.

كما عرضت قناة «الجزيرة» مشاهد مسرّبة، حصلت عليها من كاميرات جنود إسرائيليين لعمليات تفخيخ منازل فلسطينية وتفجيرها.

ولليوم الحادي عشر واصل جيش الاحتلال اقتحام وحصار «مجمع الشفاء الطبي» غرب مدينة غزة، وقصف وتدمير وإحراق عدد من المنازل والبنايات السكنية المحيطة بالمجمع، ما أوقع قتلى وجرحى.

وأفاد شهود عيان بأن سحب دخان كثيفة تصاعدت من المناطق المحيطة بمستشفى الشفاء، إضافة إلى سماع أصوات انفجارات ضخمة ناتجة عن قصف إسرائيل لمنازل.

وذكروا أن الجيش الإسرائيلي يواصل إجبار مئات الفلسطينيين على إخلاء مناطق سكنهم في محيط المستشفى والمغادرة نحو المناطق الجنوبية لقطاع غزة.

وحسب الشهود، قصف الجيش الإسرائيلي وحرق مجموعة من المنازل والشقق السكنية المحيطة بالمستشفى.

ووفق مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن جنود الاحتلال أعدموا أكثر من 200 مواطن من النازحين داخل المجمع، وتم اعتقال نحو ألف آخرين، منذ بدء العملية ضد المجمع.

إلى ذلك، يواصل جيش الاحتلال إنشاء منطقة عازلة مع قطاع غزة على الجانب الفلسطيني من السياج الحدودي، حسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية.

وأوضحت أن «المنطقة يتم إنشاؤها بالقرب من السياج الحدودي من بيت لاهيا شمالا إلى كرم أبو سالم جنوبا». وأضافت أن «عرض المنطقة العازلة يصل إلى كيلومتر داخل غزة، وستشكل لدى الانتهاء من إنشائها 16في المئة من مجمل مساحة القطاع». كما أفادت بأن «الجيش يعمل أيضا على إكمال إنشاء ممر عرضي يفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه». ولم تقدم الصحيفة تفاصيل أكثر بشأن طبيعة المنطقة العازلة.

القدس العربي