داعش تضرب من جديد

اسماعيل الشريف
«لم تشكل داعش أي تهديد من قبل، لأن الأسد كان قادرًا على محوها، ولكننا ضخخنا ستمئة طن من الأسلحة في بدايات الحرب الأهلية السورية! معظمها ذهبت لأيدي داعش»، السيناتور الأمريكي راند بول.
أنا مؤمن بأن داعش هي إحدى أذرع الولايات المتحدة والكيان المحتل، ويقدمان لها السلاح لخدمة أهدافهما، وقد أوردتُ عشرات الأدلة في مقالات سابقة تؤيد وجهة نظري هذه.
لذا توقفت كثيرًا وأنا أقرأ خبرين قبل أيام؛ الأول: ما قاله وزير الدفاع الصهيوني موشيه يعلون من أن داعش قد اعتذرت للكيان برسالة بعد أن استهدفت خطأ وحدة جنود صهيونية عام 2016، والخبر الثاني هو تحقيق لصحيفة حرية الصحافة الأمريكية التي تصدر في الولايات المتحدة ونشرت مانشيتًا يقول: «إسرائيل الكبرى، خطة 1982 لإمبراطورية الشرق الأوسط (إسرائيل الكبرى) بمساعدة داعش»، وصدر العدد يوم 12 سبتمبر عام 2001.
وأسفل المقال تجدون روابط لما قلته.
ومما زاد من قناعاتي هذه، إعلان داعش الأسبوع الماضي عن تبنيها للهجوم الإرهابي الذي عرف إعلاميًّا بهجوم كروكوس في قاعة الاحتفالات بمركز تجاري في ضواحي موسكو وراح ضحيته 143 شخصًا، وهنا يجب أن نتوقف عند بعض الأمور:
1- قبل رمضان مباشرةً قام جيش الاحتلال الصهيوني بعقد مؤتمر صحفي، تحدث عن عملياته في غزة، وحذر من عمليات إرهابية سيقوم بها مسلمون في أنحاء من العالم لأن رمضان هو شهر الجهاد عند المسلمين، والهدف من هذه الدعاية واضح للغاية، هو تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين، وإعطاء المبرر للصهاينة لاستمرار الإبادة الجماعية التي تجري في غزة.
2- وبالتزامن قامت وسائل الإعلام الأمريكية والمتحدث باسم البيت الأبيض بتحذير المواطنين الأمريكان بالابتعاد عن مراكز التسوق والحفلات الموسيقية وأماكن الاكتظاظ بسبب عملية إرهابية ستحدث خلال أسبوعين.
3- قامت سفارة الولايات المتحدة في روسيا بإصدار بيان حذرت رعاياها بالابتعاد عن الأماكن المكتظة تحسبًا لعمل إرهابي.
4- الغريب أن تختار داعش روسيا الداعمة للمقاومة الفلسطينية لهذه العملية الإرهابية، وتنسى دولاً تقوم بقتل أهل غزة منذ ستة أشهر، والأغرب أن تأتي هذه العملية في اليوم التي تصدت روسيا وأفشلت مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن وصرحت بأنها ستدعم الحوثيين سياسيًّا.
5- والأكثر غرابة أن يستهدف داعش دائمًا أعداء الكيان والولايات المتحدة في الأوقات الفارقة!
6- ولا ننسى أبدًا أنه في عام 2014 وبينما كان الخليفة المزعوم يخطب خطبة بيعته كانت غزة تُقصف ولم يتطرق لفلسطين إلا بعبارة عابرة، ودائمًا ما تتهرب داعش من الإجابة عن سؤال: لماذا لا تحاربون الصهاينة؟ وتكون الإجابة أن التحرير يبدأ بمحاربة العدو القريب قبل البعيد!
7- لقد قتلت داعش من المسلمين أكثر كثيرًا مما قتلت من غيرهم، وإذا ما تتبعت عمليات داعش في الشهور الأربعة الماضية فكانت عملياتها في تركيا والعراق وأفغانستان وروسيا.
8- والسؤال المهم ماذا سيستفيد المسلمون من استهداف روسيا؟
9- تاريخ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني مليء بقصص استخدما فيها الإرهاب لتحقيق مآرب سياسية؛ منها تفجير فندق الملك داوود، وغرق سفينة لويزيانا التي أدت إلى دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى، وقضية لافون وهي تورط الكيان الصهيوني بضرب مصالح أمريكية وبريطانية في مصر، ثم هنالك أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأخيرًا وليس آخرًا، تفجير خط أنابيب الغاز الروسي.
قد تقول عزيزي القارئ إن كل ما سلف يدخل في إطار نظريات المؤامرة، ولكن ماذا تقول أمام وقوف الإعلام الغربي وتزييف الحقائق ونشر قصص مفبركة كاذبة كقصة قطع وحرق الأطفال في طوفان الأقصى التي رددها الرئيس الأمريكي مرتين؟ وماذا تقول عن قيام وسائل التواصل الاجتماعي بحذف المنشورات التي توثق جرائم الصهاينة أو إغلاق منصة التيك توك بسبب موقفها المحايد من الحرب؟
للولايات المتحدة والكيان مصلحة مباشرة في هجوم كروكوس لزعزعة استقرار روسيا وإضعاف بوتن ثم تأجيج معاداة المسلمين بعد التعاطف الكبير الذي لاقته غزة، وتم ذلك من خلال داعش أحد بيادق الكيان والولايات المتحدة لتحقيق أجنداتهما.