سياسيون وحزبيون : أجندات مشبوهة تحاول العبث بأمن الأردن
كتبت - نيفين عبد الهادي
لا يمكن الأخذ بما يشهده الشارع المحلي من خطف تعاطفه ومواقفه الوطنية من الحرب على أهلنا في غزة لجهة التضليل والضرر بالوطن، على محمل النسيان، والتجاهل، فما يشهده الوطن خلال المرحلة الحالية تحريض واضح يمس وحدته الوطنية وسيادته، يحتاج رصّا للصفوف وتفويت الفرصة على العابثين بأمنه والباحثين عن الشعبوية، لتحقيق مآربهم الضارة بالوطن.
الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني قدّم وما يزال للأهل في غزة عونا وسندا ودعما لم تقدمه أي دولة حتى الآن، كما كانت مواقفه متقدمة على الصعيد السياسي والدبلوماسي فكان أول من منع عودة السفير الإسرائيلي إلى أرضه، وأول من نفّذ الإنزالات وأنشأ مستشفى ميدانيا ثانيا خلال الحرب، وكلما قرأت مواقف الأردن ستجده «الأول»، واليوم يعدّ الأردن الدولة الوحيدة التي تقف في ميدان دعم صمود أهلنا في غزة، بشكل عملي وحقيقي.
ما يشهده الشارع المحلي هو استغلال لعاطفة المواطن والتشكيك بمواقف الأردن، واختطاف الانتصارات التي حققها على مدى خمسة أشهر من حرب، كان الأردن هو أول من قال إنها حرب إبادة وجرائم حرب. واختطافها لما سيضر بالوطن وأمنه الوطني بهتافات خارج السياق، لغايات شخصية وشعبوية أمر مرفوض من المواطنين كافة، فبوصلة الأردن هي فلسطين، وحرف البوصلة من قبل بعض الجهات في هذا الوقت الدقيق والأهم بعدما حقق الأردن انتصارات دولية لفلسطين وغزة وغيّر من قناعات دول عظمى من الحرب على أهلنا في غزة، هو أمر مدان ويضر بفلسطين.
المواطنون خرجوا منذ بداية الحرب على أهلنا في غزة، واليوم لم يبق سوى الأردنيين في هذا الميدان، خرجوا بصوت أردني يتناسق وينسجم مع الموقف الرسمي برؤى وطنية وتعبير وطني محترم مسؤول، لدعم الأهل في قطاع غزة، مقدمين كل ما هو ممكن من مساعدات إنسانية وإغاثية لأهلنا في غزة، بصورة أردنية تسير على نهج جلالة الملك عبدالله الثاني الذي شارك بنفسه في إيصال المساعدات لأهلنا في غزة عبر الإنزالات الجوية، لتكون الصورة أردنية مثالية كما هو الأردن، لتأتي أياد تتربص بالأردن لا تهدف سوى المساس بأمنه والتشكيك بمواقفه تشكيكا باطلا يُراد به اختطاف الانتصارات الأردنية لفلسطين وغزة، والشارع المحلي بعواطفه لغزة لغايات شخصية وتحقيقا للشعبوية.
ما يشهده الشارع المحلي يحتاج وقفات وطنية بصف الوطن والوحدة الوطنية، والاستمرار في دعم أهلنا في غزة بمواقف الأردن المنسجمة قيادة وحكومة وشعبا، لكل ما من شأنه الانتصار للأهل في غزة. وإن تغيير وجهة الاهتمام خلال المرحلة الحالية أمر خطير ويضر بغزة أولا وآخرا، فالأردن القوي هو الأردن المتحد والصلب الذي يدعم فلسطين، وليست الفوضى التي تدعم فلسطين، فلا بد من مواجهة ما يحاول البعض فرضه على الشارع الأردني سعيا لأجندات مشبوهة الأولى لها أن تسعى لإحلال السلام في غزة والعمل بجدّية لوقف الحرب المدمرة في غزة.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» حول ما تشهده البلاد من بعض الباحثين عن الشعبويات، بفرض أجندات مشبوهة تسعى للتشكيك بالمواقف الأردنية من الأهل في غزة، يؤكد سياسيون وحزبيون أن الأردن بقيادة جلالة الملك قدّم ويقدّم لغزة الكثير، وعلى كافة الأصعدة، وما يقوم به البعض اليوم في الشارع المحلي هو اختطاف للمواقف الوطنية وما ذلك إلا نشاز يبتعد عن جادة الصواب.
ورأى المتحدثون لـ «الدستور» أن المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك هي الرد الواضح والعملي لأي متربص بالوطن، مؤكدين ضرورة أن نثق ببعضنا بعضا وأن نقف صفا واحدا لحماية الأردن، فهذا واجبنا، وأي خلل بالأردن لا سمح الله سيؤثر على فلسطين، منبهين إلى أنه ليس الوقت والأوان الصحيحين للشعبويات، وهذا يهدف إلى تعزيز فرص بعض الجهات التي تريد بنا ضررا، ويجب مواجهتها.
وبين المتحدثون أن السفارة الإسرائيلية لم تعد تعمل بعد إبعاد الأردن للسفير الإسرائيلي مع بداية العدوان، وهي فارغة موجودة كمبنى، لكن محاولة استخدام هذا المكان لإشعال الشارع جزء من تحريض يمارسه البعض بشكل واضح والهدف التأثير على الوضع الداخلي مستغلين صدق الأردنيين في رفض العدوان.
الرد بسرد الحقائق
نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني قال: حتى لا ندخل في مفاهيم وتعبيرات ومفردات يُمكن أن تعمل على تأزيم الأمور، علينا أن نقول الحقائق كما هي، الأردن يقف مع الأهل في غزة، ومع القضية الفلسطينية بشكل عملي وحقيقي.
وأضاف الدكتور العناني: جلالة الملك عبدالله الثاني، ومنذ بدء الحرب على أهلنا في غزة اتخذ موقفا حاسما وواضحا، انتقده عليه الإسرائيليون، وكذلك موقف الحكومة الرسمي كان موقفا مشرفا ومجسدا لموقف جلالة الملك، ومتابعة ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبد الله، ولم يكن يوما أي تناقض في المواقف الأردنية قيادة وحكومة وشعبا، على العكس لم أر الأردن أكثر اصطفافا قيادة وشعبا عموديا وأفقيا أكثر من ما هو الآن.
ولفت العناني إلى أن إطالة أمد الحرب ومعاناة الأهل في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي وما يتبع ذلك من هجمات متزايدة في الضفة تجعل كثيرا من الناس في حالة عاطفية معينة لذلك يقولون إن الاستجابة لبعض النداءات من قادة جهات معينة، أمر ممكن، فالأمر عاطفي، ولا أحد من هؤلاء يدرك الواقع وما تحمله ويتحمله الأردن نتيجة مواقفه، مضيفا «أنا قرأت وتابعت الكثير من الهجوم على الأردن وجلالة الملك وجلالة الملكة نظرا لمواقفهم، ما يؤكد أن مواقف الأردن التي تتسم بالحكمة داعمة للأهل في غزة».
وبين العناني: يجب علينا جميعا اليوم أن نثق ببعضنا بعضا وأن نقف صفا واحدا لحماية الأردن، وهذا واجبنا، وأي خلل بالأردن لا سمح الله سيؤثر على فلسطين، وليس هذا الوقت والأوان الصحيح للشعبويات، وهذا يهدف إلى تعزيز فرص بعض الجهات التي تريد بنا ضررا، فالأردن قام ويقوم بدور مهم ومتقدّم لأهلنا في غزة وفي الضفة الغربية.
نشاز يبتعد عن الصواب
من جانبه، قال الوزير الأسبق عضو مجلس الأعيان الأمين العام لحزب الميثاق الوطني الدكتور محمد المومني إن أي خطاب أو هتاف خارج السياق الوطني الأردني هو نشاز يبتعد عن جادة الصواب، وأي تحريض خارجي على العبث بالاستقرار الوطني أمر مدان ومستفز لكل أردني.
وشدد المومني على أن الأردنيين لا يقبلون أن يعطيهم أيا كان توجيهات أو نصائح إلا دولتهم.
وأكد المومني أن عناصر قوة الأردن الوحدة الوطنية الصلبة المتماسكة، فكل الأردنيين من شتى أصولهم ومنابتهم مع فلسطين بكل ما معهم من قوة، وهذا ينطبق على البعد الرسمي والشعبي، وكل الأردنيين مع أمن واستقرار الأردن لأنهم يعون تماما أن الأردن القوي هو الأقدر على دعم فلسطين.
وأضاف المومني أن الأردن كان دائما الأقرب لفلسطين وهو يدافع عنها لأنه واجب قومي وديني وواجب إنساني، ولأننا نقف على الجانب الصحيح من التاريخ نساند الشعب الفلسطيني ضد الظلم الكبير الذي يتعرض له، ولكننا أيضا نساند الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير لإقامة دولته لأن هذه مصلحة أردنية عليا مرتبطة بالكثير من المصالح الأردنية المختلفة، وبالتالي فوجود الدولة الفلسطينية مصلحة استراتيجية أردنية عليا، والأردن لم يتوقف عن دعم فلسطين وموقفنا مشرّف جدا مما حدث من ظلم وقهر في غزة والضفة الغربية، على كافة الأصعدة سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا، الموقف قوي ومتقدّم ولا يمكن لأي جهة كانت أن تشكك فيه.
ولفت المومني إلى أن الأردنيين وهم يراقبون وينظرون للمسيرات يرون أن الأردن بلد حضاري ومنفتح ومن حق الجميع أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة، ولكن، هناك شرط أساسي لا بد من التقيد به ألا وهو عدم التجاوز على القانون وبالتالي فإن أي مسيرات يكون بها هتافات ضد القانون والدستور وبها احتكاك برجال الأمن وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة كلها أمر مرفوض، والحقيقة أن الأردنيين ينظرون لذلك بالغضب والريبة، كونهم يرون أن دولتهم لم تقصر في شيء، فنحن معنيون أن نستمر بالالتفاف حول موقفنا كدولة لأن الأردن القوي هو الأفضل لمناصرة القضية الفلسطينية، وهذه مسألة يجب أن تكون راسخة بذهن الجميع.
شعارات لا علاقة لها بالتضامن مع غزة
من جانبه، قال الوزير الأسبق سميح المعايطة: ليس هنالك أي خلاف على ضرورة التعبير عن الموقف الرافض للعدوان الصهيوني على غزة، فهذا موقفنا جميعا رسميا وشعبيا، لكن المشكلة في محاولات تثوير الشارع الأردني وإشعاله سياسيا من قبل بعض التنظيمات ومحاولة ابتزاز الدولة من خلال طرح شعارات لا علاقة لها بالتضامن مع غزة بل بالوضع الداخلي.
ولفت المعايطة إلى أن السفارة الإسرائيلية لم تعد تعمل بعد إبعاد الأردن للسفير الإاسرائيلي مع بداية العدوان، وهي موجودة كمبنى لكن محاولة استخدام هذا المكان لإشعال الشارع جزء من تحريض يمارسه البعض بشكل واضح والهدف التأثير على الوضع الداخلي مستغلين صدق الأردنيين في رفض العدوان.
الحذر من المندسين
من جانبه، قال الوزير الأسبق الأمين العام لحزب إرادة نضال البطاينة إن التحريض واستغلال الشارع الأردني من قبل بعض الجهات في هذا الوقت هدفه حرف البوصلة خاصة في ظل الاعتداءات المستمرة على الممتلكات الخاصة والعامة، وكل هذا من شأنه أن يضعف الدور الأردني الداعم للأشقاء الفلسطينيين إقليميا ودوليا بعدما نجح الأردن في إيصال الصورة الحقيقية لما يجري في غزة من قتل وترويع وتجويع وتهجير، ويصب ذلك في مصلحة مشاريع في المنطقة هدفها النيل من الأردن وفلسطين.
وأضاف البطاينة أن الأردن لا يدخر من جهده شيئاً إلا ويقدمه للأشقاء الفلسطينيين وهذا واجبه، ولكن ما يحدث اليوم من اعتداء على رجال الأمن، وتهييج وتحريض للشارع الأردني أمر خطير وتقف وراءه جهات اعتادت التوظيف السياسي واستغلال العواطف، وإننا في حزب إرادة نهيب بالمعتصمين الشرفاء الذين يهمهم الأردن وفلسطين أن يحذروا من المندسين بينهم الذين يسعون إلى تنفيذ أجندات خاصة هدفها المزايدة على الموقف الأردني المهم والحساس في ما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.
هذا البلد دون غيره
مدير الأمن العام الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة السابق عضو مجلس الأعيان فاضل الحمود قال: لا ندري هل هي إملاءات خارجية إلى بعض من يعيش بيننا (لغاية في نفس يعقوب) أن يطلب من هذا البلد فقط (دون غيره) كما طلبت بنو إسرائيل من سيدنا موسى عليه السلام بقولهم (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون)، اتقو الله، ولا يغرنكم صبر وحلم الحليم، ولا تبقوا على رؤوسكم ناكسين.
الدستور