الأسواق الحرة الأردنية..
فارس الحباشنة
لاحظوا شركة الاسواق الحرة الاردنية تحقق سنويا ارباحا، وتقيم مشاريع توسعة، وتتكفل في مسؤوليات اجتماعية وطنية، والشركة ابرمت اتفاقا مع حكومة المملكة العربية السعودية لتشغيل « السوق الحرة « في مطار جدة. وهي اول شركة اردنية من ربع قرن تصدر وتنثر نشاطها خارج حدود المملكة.
و شركة «الاسواق الحرة « في العشرية الاخيرة صمدت في وجه الفوضى والاضطراب الامني في الاقليم وحروب الدول المجاورة، ما تسمى سنوات «الربيع العربي «، واغلاق الحدود البرية، و ازمة كورونا. في وجه العواصف والزوابع، الصمود والتكيف الاقتصادي مهمة شاقة وصعبة.. ولربما نحن نراقب في الصحافة من بعيد، واحيانا الخبر والقضية السياسية تختطف اهتمامنا وتأخذنا بعيدا عن الاهتمام والالتفات الى قضايا تكييف وصمود ونجاح اقتصادي وطني.
و كيف حافظت شركة على وجودها المالي والاقتصادي، وصمدت ؟ وشركة في عشرة اعوام سوداء على الاردن والاقليم، وتسمى عشرية الدم اقليميا وعربيا، ولم تنكسر وتنحني للعاصفة، صمدت، وتحدت، ولم تسرح الشركة موظفا واحدا، ولم تخصم من راتب موظف دينارا واحدا.
و اتحدث هنا، عن الشركة وتحدياتها، وازمة وحروب الاقليم. وذلك، لان شركة الاسواق الحرة شريان وعامود نشاطها التجاري والاقتصادي المعابر الحدودية البرية، وتعلمون ما تعرضت له حدودنا البرية في العشرية الاخيرة من قرارات اغلاق وحظر وتعليق العمل بفعل ظروف سياسية وأمنية وعسكرية، وصحية.
قصة شركة «الاسواق الحرة « تحتاج الى وقفة تأمل وعبرة.. ومن واجب «الصحفي» الالتزام في قول الحقيقة، وكشف اللثام عن شركة اردنية تم ادارتها بعقلية وازنت بين مفهومي : الربح والخسارة ومفهوم المسؤولية الوطنية، ووازنت بين الادارة في زمن الرخاء وزمن الازمات والمحن.
القوة والمناعة، والعبقرية في الادارة. ليست، كيف تحقق ربحا ماليا في سنوات الرخاء ! ولذا علينا ان ندرك في الكتابة عن الاقتصاد ان العبقرية تكمن في كيفية التكيف وتجاوز التعثر والمحن والازمات، وحماية الشركة والحفاظ على صمودها وحماية اصولها المالية ونشاطها التجاري، وديمومة العمل والانتاج، والحفاظ على موظفيها ؟!
أردنيًا.. كررنا كثيرا الحديث عن صدامات واخفاقات كورونا، وكررنا الحديث عن توابع ومتلازمة كورونا على الاقتصاد الاردني، وشبه الانهيارات والافلاس، والضربات الموجعة للاقتصاد الاردني والشركات والقطاعات. من عشرية سنوات « الدم العربي» وازمة «وباء كورونا» لا احد تنبه الى صمود وثبات وتقدم شركة الاسواق الحرة. وماذا فعل هيثم المجالي مدير شركة «الاسواق الحرة»؟ وكيف نجح في صناعة صمود وتحد وتكييف مع كل هذه الازمات العابرة والمتوالية ؟ اكثر من سؤال، واعرف انه يجيب عن لغز وسر كبير في ادارة الازمات في عالمي السياسة والاقتصاد.
المجالي، «ابن بلد «، وبالمعنى الادق.. شخصية وطنية امتلكت «حكمة» في الاقتصاد، وامتلكت حب الناس والبلد، واستطاع المؤامة بينهما بطيبة وتفان واخلاص، و نجاح في زرع ثماره في الاقتصاد الاردني، ومن يقطف مردوده الدولة والناس. في بلادنا ثمة ما يستدعي الفخر والاعتزاز، ويوجب الاعتراف.. ورغم كل التحديات والصعاب، وما يسكن في قلوب الاردنيين من امل وبؤس.