سلطات الاحتلال تمنع قيادات من فلسطينيي الداخل من دخول الأقصى

أقدمت سلطات الاحتلال من خلال جنودها في محيط المسجد الأقصى، على منع شخصيات من وفد لجنة المتابعة العليا من أراضي 48 من دخول المسجد الأقصى، بينهم رئيسها محمد بركة، والاعتداء جسديا على عضو المتابعة محمد أسعد كناعنة، وعرقلة وتأخير دخول آخرين.

وجاء هذا الاعتداء كمحاولة بائسة لمنع عقد اللقاء المقرر بين وفد لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، والشخصيات الدينية ودائرة الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك، الذي يندرج ضمن سلسلة لقاءات مستمرة بين الجانبين؛ إلا أن اللقاء تم بمن نجح في الدخول.

وقال بركة إن "منعي والرفيق محمد كناعنة من دخول الأقصى بحجج واهية، لهو علامة من علامات هزيمة الاحتلال الحتمية، المرتعب من تواصلنا الطبيعي مع أهلنا ومقدساتنا في القدس المحتلة”.

وظهر من الإجراءات في محيط الأقصى، أن جنود الاحتلال تلقوا الأوامر لعرقلة دخول الوفد، فلدى وصول رئيس المتابعة، محمد بركة، الى باب الأسباط، ليوقف سيارته في موقف السيارة، تقدّم نحوه جندي احتلالي وتبعه ضابط أمن سيارات، وشرع بفحص سيارة بركة، ليختلق ما وصفها "مشاكل”، وهي أمور هامشية، وقال له إن السيارة غير صالحة للاستخدام، ومن الممكن استخدامها لمدة ساعة واحدة، بهدف واضح، لمنع دخول بركة المسجد الأقصى، فحتى الساعة الواحدة المتاحة، لا تكفي للعودة إلى الشمال.

كما تم احتجاز محمد كناعنة من قادة حركة أبناء البلد قبل الوصول الى بوابات الأقصى، وأبلغوه أنه ممنوع من الدخول، "لأنه يهدد سلامة الجمهور”، واعتدوا عليه بوحشية، ما اقتضى نقله الى مستشفى المقاصد لإجراء فحوصات وتبين أنه يعاني من رضوض.

كما عرقل جنود الاحتلال دخول الشيخ رائد صلاح والبروفيسور إبراهيم أبو جابر لفترة طويلة حتى انتهى الاجتماع، ثم دخلا المسجد، كما فرضوا مخالفتي سير متجنية على كل من عمر نصار، رئيس بلدية عرابة البطوف السابق، والناشط السياسي محمود مواسي، أيضا لتأخير دخولهما الى المسجد، لكنهما نجحا في الدخول للقاء متأخرين.

اللقاء في المسجد الأقصى

ورغم كل إجراءات الاحتلال، فقد عقد اللقاء بين وفد المتابعة العليا والشخصيات الدينية والإدارية في المسجد الأقصى. والقى كلمة المتابعة، رئيس هيئة التنسيق بين لجنة المتابعة والهيئات والشخصيات الوطنية والدينية في القدس المحتلة، المحامي أسامة سعدي، فاستنكر إجراءات الاحتلال ضد أعضاء لجنة المتابعة ورئيسها، وأكد أن هذا التواصل طبيعي وهو مستمر منذ سنوات وسيستمر، على مدار الأيام والسنين، لكن بشكل خاص في هذا الشهر الفضيل، وفي هذه المرحلة القاسية التي تمر على شعبنا، من حرب إبادة على قطاع غزة، والمجزرة المستمرة في الضفة الغربية المحتلة.

وشدد سعدي على أن المسجد الأقصى ليس فقط قضية دينية، بل هو قضية وطنية، قضية سيادة، والسيادة هي فلسطينية، والاحتلال زائل لا محالة، ونحن فلسطينيي الداخل نعرف دورنا الوطني تجاه المسجد الأقصى، خاصة في ظروف يتم فيها حرمان أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة من الدخول الى القدس والمسجد الأقصى.

وقال مدير دائر الأوقاف الشيخ عزام الخطيب، إنه في ظل التضييقات التي تطال أيضا أهلنا في القدس، فإن من أحيا المسجد الأقصى في الشهر الفضيل، هم فلسطينيو 48.

واستنكر مفتي القدس وفلسطين، الشيخ محمد حسين، التضييقات على وفد لجنة المتابعة، وأكد على أهمية اللقاء، واستمرار شد الرحال نحو المسجد الأقصى، وأدان تخاذل أنظمة عربية وإسلامية، أمام ما يواجهه المسجد الأقصى، وبذات موقفهم تجاه حرب الإبادة التي يواجهها شعبنا.

وألقيت كلمات من أعضاء وفد المتابعة، سامي أبو شحادة، أمجد شبيطة، زاهي نجيدات، قدري أبو واصل، محمود مواسي، وختمها مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني.