النائب ينال فريحات : ملخص ما بعد الضربة الإيرانية .. ما بين مكاسب إيران ومكاسب الكيان وسيناريو المسرحية
بعيداً عن أي موقف مسبق (ايدولوجي، تاريخي، عقائدي، قومي، ...) من المشروع الإيراني في المنطقة، إلا أني حاولت أن أقدم نظرة تحليلية لما جرى بشكل موضوعي بعد كثرة التحليلات ووجهات النظر المتباينة، والتي كما اعتقد بأن السبب الرئيسي في تباينها هو *"الموقف المسبق من ايران"* وهو ما حاولت تجنبه في هذا التحليل.
*أولاً، مكاسب إيران:*
- تحقيق معادلة ردع جديدة مع الكيان، بأن هناك رد صاروخي سيأتي مقابل أي اعتداء، بدلاً من معادلة الإحتفاظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين.
- زيادة رصيد النظام أمام شعبه وأنصاره، بأن ايران قادرة على إرباك الكيان بل والإقليم بأكمله.
- زيادة رصيد الحرس الثوري داخلياً، بأنه يملك ترسانة قادرة على قلب المعادلات، فما تم استخدامه بالضربة يمثل الحد الأدنى المتاح، وإن زاد التصعيد فلدى الحرس الثوري المزيد من الترسانة الصاروخية والقدرات العسكرية.
- كشف منصات الدفاع الجوي التي تحمي الكيان للتتمكن من التعامل معها مستقبلاً.
- إظهار ضعف الكيان دون دعم الغرب والأمريكان.
*ثانياً، مكاسب الكيان:*
- توحيد الصف الداخلي إلى حد ما، بعد كثرة الخلافات بين السياسي والأمني والعسكري بعد أحداث ٧ اكتوبر.
- توقف مؤقت للإحتجاجات الشعبية العارمة ضد نتنياهو والحكومة.
- إستعادة التعاطف الغربي الذي بدأ بالفتور نسبياً، وإعادة التأكيد على واجب الغرب بدعم الكيان سياسياً وعسكرياً لضبط الأمور في الشرق الأوسط ومنع التوسع الإيراني الذي قد يكون مؤذي للمصالح الغربية في المنطقة.
*ثالثاً، سيناريو المسرحية:*
- مصطلح المسرحية استخدمه المختلفين مع المشروع الإيراني بالمنطقة، على أساس أن الضربة لم تكن مباغتة وتم الإتفاق على حدودها وأثرها مسبقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث لا تحقق خسائر كبيرة لدى الكيان.
- لكن هنا يجب أن لا يتم نسيان سبب الضربة المعلن، وهو لا يتعلق بغزة ولا بالقضية الفلسطينية، انما السبب هو اعتداء الكيان على السفارة الإيرانية بدمشق، وبالتالي الرد جاء ضمن قواعد إشتباك محدودة، فقصف تل أبيب وإسقاط أبراجها أو تدمير مواقع حساسة بالكامل لا يتوازى مع قصف مبنى واحد خارج الحدود الإيرانية أصلاً، لذلك وعلى الرغم من الإتفاق الواضح الذي سبق الضربة بين طهران والأمريكان، والذين بدورهم وضعوا الكيان وحلفائهم بدول الاقليم بتفاصيل الضربة، إلا أن الكيان تعرض لإرباك واعلان حالة طوارئ وما صاحب ذلك من إغلاق للمجال الجوي ووقف عمل المطارات والنزول للملاجئ وتعطيل مجمل مظاهر الحياة لديهم، بالإضافة لاحتمالية تعرضهم لخسائر بشرية أو مالية لم يتم الكشف عنها كالعادة، فاذا ما قارنا خسائر الطرفين من الضربتين أعتقد أنهما سيكونا متوازيين.
- هذا بالإضافة إلى أن إيران لم ترغب بتأليب المجتمع الدولي عليها، فقد بررت ضربتها بمرجعية في القانون الدولي بسبب تعرض قنصليتها لإعتداء يستوجب رد موازي، لذلك لم تكن ترغب باستفزاز المجتمع الدولي المنحاز أصلاً للكيان في حال كان رد فعلها غير متوازي مع فعل الكيان.
- مستوى الضربة الإيرانية قد لا يستفز الكيان برد جديد، والذي إن تم ربما يتلوه رد إيراني جديد، اذا ما استمر قد يغير من قواعد الإشتباك ويجر المشهد لمواجهة مفتوحة أكثر، قد تقود إلى حرب اقليمية، واذا استمرت كرة الثلج بالتدحرج فهذا سيناريو لحرب عالمية جديدة.
*أخيراً، أعتقد أن الأهم من كل ذلك بالنسبة لدينا هو أثر هذه الضربة على غزة ما بين السلب والإيجاب... وهذا ما لن أتعجل بتبيانه لأنه سيتضح أكثر خلال الأيام القادمة.*
ماذا عن العرب؟! ايران والكيان كل منهما لديه مشروعه، أما العرب فنوماً هنيئاً لأطفالكم، فحتى وإن كانت مسرحية فهم غير مدعوين عليها!!
*النائب ينال فريحات*