احتجاز فريق كروي مغربي في مطار جزائري يفاقم التوتر بين البلدين

    بات من المؤكّد أن التصعيد الجزائري ضدّ المغرب لن يقتصر فقط على قطع العلاقات الديبلوماسية ومنع الطائرات المغربية من التحليق في الأجواء الجزائرية وحضر المنتجات المغربية من ولوج الأسواق الجزائرية، بل تعدّاه لما هو رياضي وثقافي. وإلى حدّ كتابة هذه السطور مازال فريق نهضة بركان المغربي يكابد منذ صباح اليوم ويلات الاحتجاز بمطار هواري بومدين بالجزائر، حيث حطّ الرّحال بعد سفر شاق عبر به تراب الجزائر كلّه نحو تونس ثم العودة إلى الجزائر على متن طائرة إسبانية، وذلك في إطار مواجهة له يوم الأحد مع نظيره الجزائري اتحاد العاصمة برسم نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي.
  وأخضعت سلطات المطار الوفد المغربي لتفتيش معمّق قررت على إثره مصادرة فانيلاّت الفريق بدعوى أنها تحوي خارطة مكتملة للمملكة المغربية بما فيها أقاليمها الجنوبية والتي تعتبرها الجزائر "أرضا موعودة" لانفصاليي البوليساريو الذين تدعمهم بالمال والسلاح والتدريب. وأخبرت السلطات الجزائرية الفريق المغربي بإمكانية الإفراج عنه إذا ما عمد إلى ستر تلك الخريطة بشريط لاصق، وهو ما رفضه الفريق المغربي رفضا باثّا لأنه يعتبر نفسه غير مذنب ولم يخرق لوائح الاتحاد الأفريقي المنظمة لهذه المسابقة.
   وإذا كانت الجزائر تعتبر إدراج الخارطة على الفانيلاّ إقحاما للسياسة في الرياضة فقد سبق لها أن افتتحت مسابقة أقيمت على أرضها بخطبة عصماء لحفيد مانديلا حول ما أسماه "كفاح" الشعب الصحراوي، وهو سلوك استهجنه الاتحاد الأفريقي واعتبره تجاوزا مفرطا ومسّا بروح الوحدة التي تسعى الرياضة الأفريقية إلى بثها داخل القارّة.