عملاء الموت في غزة

تستمر مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تتكرر المجازر والحروب الوحشية التي تُرتكب بلا رحمة على يد الكيان الصهيوني. يواجه الأطفال والنساء والشيوخ في هذا القطاع الضيق أشد أنواع القسوة والتشرد، فهم يعيشون تحت وطأة الحصار القاسي الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية الأساسية، ما يجعلهم عرضة للخطر والمعاناة بشكل دائم. تزداد حدة الأزمة الإنسانية مع كل جولة من جولات القتل، حيث يتعرض المدنيون الفلسطينيون العُزل لقصف متواصل وهجمات مروعة تستهدف بلا رحمة المنازل والمدارس والمرافق الصحية. في هذا السياق الذي يتجاوز الوصف، يظل صمود الشعب الفلسطيني وتحمله للمعاناة مصدر إلهام وصمود، حيث يتعاونون معا للبقاء أقوياء في وجه الظلم والاستبداد.
يقتل الجيش الإسرائيلي الأبرياء بلا رحمة، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، فهؤلاء ليسوا فقط أصحاب الأرض، بل هم أيضا مبدعوها وفنانوها ومفكروها الذين يقاومون الاحتلال بشجاعة عبر فنهم وكلماتهم حتى في وجه الموت، ليعبروا عن إرادتهم وصمودهم.
من الذين قضوا في هذا الإبادة الجماعية في غزة، كانت الفنانة الفلســـــــــــطينية إيناس السقا، التي كانت نشطة في مجال المسرح ورافضة للاحتلال. قُتلت إيناس مع أطفالها خلال قصف منزلهم، حيث كانت تحاول النجاة في المركز الثقافي الأرثوذكسي. وبينما كانت تحلم بمسيرتها الفنية، غادرت الحياة دون أن تنال الفرصة لإكمال إبداعاتها.
كان الكوميدي والفنان الفلسطيني علي نسمان يسعى دائما لإدخال الفرح والبهجة إلى قلوب شعبه. ومع ذلك، فقد أزهقت روحه غارة جوية إسرائيلية أثناء توثيقه لمعاناة الناس في غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من الظروف القاسية، كان نسمان صوتا للمظلومين، ويحمل رسالة الصمود والأمل.
مع انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، أثبتت دلال أبو آمنة مجددا شجاعتها في مواجهة الاحتلال.
تم اعتقالها بسبب تعبيرها عن الصمود عبر منصات الـــــــــــــــــــــــتواصل الاجتماعي، لكنها لم تستسلم للقمع، بل استمرت في الدفاع عن حقوق شعبها حتى بعد الإفراج عنها.
كان الممثل الفلسطيني غازي طالب يحلم بمستقبل مشرق في عالم الفن، ولكن قصف الاحتلال المنازل في غزة أنهى هذا الحلم بشكل مأساوي. بينما كان يسعى لتحقيق أحلامه، أصبح ضحية لوحشية الاحتلال، ورحلت أحلامه هو وعائلته.
تضحي فلســــــــــطين بأفضل فنانيها وفناناتها، ولكن تبقى أعمالهم وكلماتهم شاهدة على الظلم الذي يمارسه الاحتلال. وبرغم المحن، فإن روح الصمود والأمل تبقى عالية في قلوب الفلسطينيين، وصوتهم يرتفع ليعبر عن إرادتهم في الحرية والكرامة.