بعد أنْ رسَمَ جلالة الملك خارطة الطريق .. "دعونا نبدأ" مع أردن الدور والرسالة
يعتبر بناء المنظومة الادارية الناجعة في مؤسسات الدولة عنوان نجاح المسارات التنموية وروافدها، ذلك لان علم الادارة يميز نهج السلطة وبالمعرفة الادارية ترتقي عمل المؤسسات، لذا كانت المنظومة الادارية هنا تعتبر من العلوم المعرفية الخاصة ان نجحت، نجحت معها مسيرة البناء الوطني بكل مافيها، لاسيما وان ادارة الدولة علم اجتماعي ومعرفي وامني وقانوني، لذا كان النجاح في ادارة الدولة يتطلب مواءمة المتطلبات العلمية في التخطيط مع التطلعات الشعبية عند التنفيذ على الرغم من درجة التباين اضافة الى احتساب معادلة المقتضيات الموضوعية الاقليمية والدولية مع الامكانات والموارد الذاتية على الرغم من دقتها.
على ان ياتي كل هذا في اطار مسارات الرسالة المراد تحقيها تجاه الاهداف المرحلية ثم الغايات الاستراتيجية، بهدف الوصول الى بناء المنجز وتشييد المنجزات وبما يمكنها من تشكيل شرعية الانجاز التي تستهدفها الانظمة والمجتمعات معا، من اجل توثيق العقد المجتمعي الذي بدورة سيعظم مبادىء الحوكمة في ادارة الدولة وشؤون الحكم ويحقق مناخات الامان والرفاه للمجتمع.
ولان نجاح ادارة الدولة يعتمد على كيفية تصميم استراتيجية العمل فيما، بينما تعتمد نجاح الخطة التنفيذية الى كيفية اختيار فريق العمل كان النجاح الاستراتيجي يقوم على رؤية القيادة بينما تعتمد نجاعة التنفيذ على خطة الحكومة وكيفية توظيف الاداء في خدمة نوعية البناء، فيما يتم احتساب الانجاز بواقع المجموع النسبي لتلك المعادلات، ويتم قياس نسبة الانجاز من واقع تقديرات نسبية وتناط وفق نظام الحوكمة الرشيدة، وهو النظام الذى يشكل ميزانا يمكن قراءة نتائجه في كل محطة من محطات الانتاج وفى كل فترة تقييمية من فترات الانتاج او البناء.
من هنا كان التقدم في المجتمعات ياخذ بواقع حجم المواد البشرية والطبيعية التي يعتمد عليها كأدوات نهوض، بينما لا يعتمد مقياس الانجاز على هذة الحالة الكمية حيث يقوم على كيفية تصميم الاستراتيجي والأدوات المستخدمة فيه.
كما يعتمد على الخطة التنفيذية المرسومة و فريق العمل المختار والكيفية والية التي تم استخدامها في رسم الوصف الوظيفي وطبيعة الهيكلية الادارية المستخدمة وموضوعية البرنامج المعد، والذى يعتمد غالبا على النوع اكثر من الكم كما يعتمد على الانضباط اكثر من الانتشار وعلى المهنية والحرفية كاساس في تجسيد البناء وتشييد المنجز.
مما تقدم نستطيع التاكيد ان ليست كل دولة تمتلك موارد بشرية او طبيعية تمتلك قصة نجاح او شرعية انجاز بينما اغلب المجتمعات التي لديها استراتيجيات عمل وخطط تنفيذية تمتلك شرعية انجاز او بالحد الادنى لديها قصة نجاح معنونة بواقع علامة تجارية تميز صناعاتها او علامة فارقة تميز طبيعة مجتمعها، وهذا ما يجعل حجم المواد البشرية ومقدار الموارد الطبيعة يشكلان العنصر ليس العنصر المساند او الجانب المساعد وليس العنصر الاساس في معادلة الانجاز التي تقوم عليها الاستراتيجية الموضوعية في بناء الدولة، وطبيعة السمة الدالة على تميز مجتمعاتها.
دعونا نبدأ في بناء استراتيجية عمل تنبثق عن مؤتمر وطني جامع يشارك فيه الجميع من اجل بناء مجتمع المعرفة الذي بينه جلالة الملك في رؤياه، وتعزيز القيم التشاركية في التغلب على التحديات، دعونا نبدا في الحديث الموضوعي والحوار البناء، فان زوايا الاسقاطات الاقليمية والدولية باتت حادة، وهي بحاجة الى وقفة جادة مع اردن الدور واردن الرسالة