إنجازات ملكة بحجم كل الخير
نيفين عبدالهادي -عندما يتجاوز الإنجاز لغتنا المحكية والمكتوبة، وبلاغة التعبير، كونه يتطلب لغة خاصة تنقل الصورة مع الكلمة، تنقل واقعا تحكيه مبادرات وبرامج حقيقية تخدم مجتمعات وقطاعات متعددة، تجعل من اللاممكن ممكنًا في كثير من المجالات، تحديدا التعليمية منها والشبابية والنسائية، تنطلق من مبدأ التنمية المستدامة لوطن يليق به كلّ تميّز.
هذه الحالة، لا نبتعد فيها عن الحقيقة، ولا ننقل صورة من صور المدينة الفاضلة، ذلك أنها وقائع وليست قصصا حبيسة الورق والكتب، هي مبادرات جلالة الملكة رانيا العبد الله، ننقلها بصيغة المنطق بعيدا عن أي صيغة للمبالغة، فإذا ما قسنا حجم الإنجاز بعدد المستفيدين منها سنجد أنفسنا أمام الآلاف منهم، من معلمين وطلبة، ومدارس، وشباب وأيتام ومؤسسات مجتمع محلي، وقطاعات متعددة، ولعلّ الأمر لا يقف عند الحد المحلي إنما أيضا تجاوز ذلك عربيا ودوليا.
هو عطاء الملكة رانيا الذي طالما قدّمته بيد الخير والتميّز، من خلال مبادرات وبرامج وأنشطة جلّها نابع من حاجات مجتمع وأولويات قطاعات مختلفة، بدأت في الأسرة والطفل واهتمت بالتعليم والتمكين منها جوائز لتكريم المعلمين والكوادر التربوية ومنها برامج لتدريبهم وتسليحهم بالمهارات وجاءت إدراك ومؤسسة نهر الأردن ومبادرة مدرستي وإطلاق تطبيق كريم وجنى وبرنامج المدارس الصحية ومتحف الاطفال وغيرها من المبادرات التي تشكّل كل منها حالة متكاملة لواقع نموذجي.
مبادرات كلّ منها يحمل عنوان تميّز واختلاف، لم تتوقف جلالتها خلال ستة عشر عاما عند اطلاق المبادرات والبرامج، إنما حرصت على متابعة هذه المبادرات بعد اطلاقها للتأكد من نجاحها، واستمراريتها، وانعكاساتها على المجتمع، كما حرصت على ان يرافق مبادرات جلالتها أدوات وآليات التمكين، وصولا للنجاح.
ولا يمكن في هذا السياق، إلاّ أن أؤكد أنني شاهدت خلال تشرفي بمتابعة نشاطات جلالة الملكة، بحكم عملي بالصحافة كيف تتابع جلالة الملكة رانيا اطلاق المبادرات متعددة القطاعات، واصرارها على متابعتها عند الإطلاق وبعده، إذ تشرّفت بأن أكون بعدد كبير من جولات جلالتها الميدانية التي تتابع بها حال المواطنين وتسعى دوما للاستماع منهم مباشرة، وطالما سمعنا من المواطنين أهمية زياراتها الميدانية التي كانت دوما تسلّط الضوء على مناطق منسية أو تائهة عن أجندة المسؤولين.
وأذكر في زيارة لجلالتها لمنطقة أم الرصاص، قبل أسابيع عندما أصرت إحدى السيدات أن تتحدث لجلالتها، لتكشف إحدى نشميات «أم الرصاص» في حديثها أن منطقتهم كل (20) سنة يزورها مسؤول، وأن اليوم لمنطقتها عيد كون جلالة الملكة تزورها للمرة الثانية، فقد أصرت على تجاوز البرتوكولات التقليدية في ترتيب الكلام المزخرف، ووضعه في قوالب لن تقدّم أو تؤخر، واصفة يوم منطقتها بالعيد بسبب زيارة جلالة الملكة، فهي الملكة التي تذكرت منطقة وصفتها السيدة ذاتها بأنها «منسية» ولا يعرفها احد ولا يزورها مسؤول، لتتوجه الأنظار لها بكل اعجاب وتقدير.
وفي لغة غاية في البساطة ومن القلب دون أي مجاملات أو ترتيب، قالت السيدة مخاطبة جلالة الملكة، «جلالتك زرتي منطقتنا عام 2007 حيث كانت ابنتي في الروضة، وقد أنهت الآن التوجيهي، مؤكدة لجلالتها أنه لهذه الزيارة أهمية ودعما معنويا لجميع سكان المنطقة الذين يرون فعليا أن يوما جديدا اضيف لأعيادهم هو يوم هذه الزيارة.
هو واقع نراه في كل جولات جلالة الملكة رانيا، يخرج من قلوب الأردنيين الساعين للحياة بكل ألق وحبّ الوطن وقيادته، وهم من يصدق قولهم وفعلهم وحبّهم.