النزوح تلو النزوح
لارا العتوم
يعيش قرابة مليون ونصف فلسطيني بجانب مئات الآلاف من النازحين في رفح وسط القصف التي تشنه إسرائيل على رفح، لينضموا الى النازحين بنزوح قد يسلموا به من الموت، فلم تكتف اسرائيل بالقصف والتجويع لغزة والان رفح لينضم الى صفوف القتل المستوطنون الذين لم يقصروا في الحرق او الهدم.
كثرت التحذيرات وتتوالى ولكن هل من مجيب، فكلما علا صوت عربي للتحذير من خطورة الاوضاع في غزة وانعكاساتها السريعة الخطيرة على المنطقة نرى حملة شعواء وبغضاء ضد هذه الاصوات الحرة، فالحملات لم تستهدف فقط عامة الشعب بل نراها تستهدف الاوطان والقادة والاشخاص المؤثرين الذين لم يدخروا جهدا او طريقاً الا وسلكوه لتصويب الاوضاع في غزة وتفادي الحرب على رفح.
لم يستطيع أحد فصل التاريخ الاردني عن فلسطين رغم المحاولات العديدة لذلك ولم يستطع أحد ان يفصل الكينونة الاردنية الفلسطينية عن بعضها البعض رغم المحاولات التي كانت ولا زالت.
فالاردن وفلسطين ليس خطاباً اردنياً سياساً بل عيش كريم مستقل اول من دفع ثمنه الشهيد جلالة الملك عبدالله الاول طيب الله ثراه الذي اعتقد العديد بإستشهاده أن تتراجع المطالب الاردنية والجهود الهاشمية بل اثبتت الايام للجميع عكس ذلك فما ازداد الهاشميون الا عزيمة وما زاد الاردن إلا تمسكاً بنصفه الآخر بأن ينعم بوطن مستقل، فلم يخل مكان او منبر من المطالب الهاشمية التي تزداد قوة ووضوحاً يوماً بعد يوم، فمع اولى أيام الحرب دأب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بين جميع دول العالم للحشد لايقاف الحرب بتمسك شعبه به والشد على ساعده والاستمداد بالقوة من خطابه تسانده جلالة الملكة بجرأة المرأة الاردنية الفلسطينية بثقافتها الخالية من أي مجاملات وبحزم بالمقابلات التلفزيونية التي نالت اعجاب العديدين المحبين للسلام واستياء العديد المحبين للدمار والحروب وبغضهم لفلسطين مستقل غير مكترثين بالحقوق الفلسطينية ضاربين عرض الحائط السلام في المنطقة وبالطبع كانت محاولاتهم التي لم تتوقف دوماً بتحريف المعاني والمقصود لمقابلة جلالتها متأملين ان تصيب سهامهم المراد الى ان أصيبوا بخيبة أمل تضاف لخيبات أمل كثيرة بالفهم والذكاء العربي والشارع العربي حتى ان العديد من الشارع الغربي اصابهم بخيبة الامل عند الثناء والشكر لجلالة الملكة لحديثها الواضح الصريح التي لم تنفصل يوماً عن النهج الهاشمي بالمطالبة بالحق الفلسطيني ونقول امض يا جلالة الملك ويا جلالة الملكة فنحن معكم ونقوى بكم كحصن منيع أمام اي مكيدة ومصيدة.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.