من يعِش بالسيف، بالسيف يمُت !!
قوى المجتمع الإسرائيلي بلا استثناء، تقدّس جيشها وتصنّمه وتؤلهه، وتضع روحها في فوهة بندقيته، وسبطانة مدفعه، ورأس حربته.
الأمن هو هم الإسرائيليين الأكبر، لأن مجتمعهم قائم على المذابح والاحتلال، مما يجعله مجتمعاً قلقاً، يفتقر إلى السلام والطمأنينة.
انه المجتمع الغارق في الملاجئ والقباب الفولاذية، والبنادق والكراديس والبساطير والمناظير والجنازير والخوذ والحراب !!
كتبت غولدا مائير حين كانت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة:
«اعتدت أن أُجيل النظر حولي في الأمم المتحدة، قائلة لنفسي، ليست لنا عائلة هنا، فلا يوجد من يشاركنا ديننا أو لغتنا أو ماضينا، نحن لا ننتمي إلى أي مكان، ولا لأي أحد، سوى لأنفسنا».
وكتبت: «لا أظن أن جيشاً انتصر وغلبه الحزنُ كجيشنا، لأنّ الجنود يعودون من جبهات القتال إلى بيوتهم لعدة أسابيع أو أشهر، ثم يستدعون من جديد» !!
وكتبت: «أنا أحب احفادي الخمسة، وأتمنى ألا يروا حروباً أخرى، لكنني لا أستطيع أن أعدهم بذلك».
لن يضع الكيان الإسرائيلي السلاح أبداً، لأن الاحتلال ضد السلام، ولأن مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لن تتوقف طالما ظل الاحتلال جاثماً على أرضه وكرامته.
وأما الاطماع التلمودية في المسجد الأقصى، فهي أعلى درجات الخطر، الذي سيُبقي الصراع محتدماً إلى حين ارتطام الكيان الإسرائيلي بالحقائق الصلبة وأبرزها:
استحالة إلغاء وإنهاء الشعب العربي الفلسطيني.
استحالة تأبيد الاحتلال الإسرائيلي.
استحالة بناء الهيكل على انقاض المسجد الأقصى.
استحاله الاستمرار في الافلات من المساءلة والافلات من العقاب.
لقد استيقظ العالم، استيقظ على آلام الشعب العربي الفلسطيني وعلى حقوقه المسفوحة.
استيقظ على فظائع وجرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية !!
لقد صعدت القضية الفلسطينية بتفاصيلها وملامحها الكاملة، إلى صدارة الاهتمام العالمي، بسبب جسامة ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من فظائع إسرائيلية.
خلق كيان الاحتلال الإسرائيلي ويخلق أحقاداً، من المدهش انه لا يتوقع إنتقاماً و رداً عليها، فلكل فعل رد فعل، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه !!
ودائماً، من يَعِشْ بالسيف، بالسيف يَمُتْ !!
محمد داوديه