القدس للدراسات وجلسة حوارية عن أفضل الظروف لإجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفاف

القدس للدراسات في الأشرفية والوحدات
ضعف الثقة بالنواب والأحزاب، أحد أسباب العزوف، وعلى الدولة بكل مؤسساتها تأمين أفضل الظروف لإجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة
 
عمان، 19 مايو/أيار 2024: بمشاركة أكثر من 80 مشارك ومشاركة، نظم مركز القدس للدراسات السياسية وبالتعاون مع جمعية بُناة اليرموك الخيرية، جلسة حواريةً بعنوان "انتخابات 2024 ... حفز المشاركة السياسية ومغادرة العزوف"، في قاعة مجمع الأشرفية الثقافي وتحدث فيها كل من الإعلامية نسرين أبو صالحة، ومدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي
ركزت أبو صالحة في مداخلتها على دور الإعلام بوصفه السلطة الرابعة في التأثير في الرأي العام خاصة فيما يتعلق بالموقف من المشاركة وأهميتها، منوهةً بأن على الإعلام أن يعزز من دوره في توعية المجتمعات بأهمية المشاركة والاقتراع، كما أشارت أبو صالحة إلى أثر نسب الاقتراع في تعزيز شرعية مجلس النواب التمثيلية.
من جهةٍ أخرى تطرقت أبو صالحة إلى برامج الأحزاب السياسية والمرشحين، مشددة على ضرورة أن تؤدي هذه البرامج لإنتاج مجالس نيابية تعمل على تحقيق التنمية، مؤكدةً بأن قانون الانتخاب الجديد يحمل فرصاً مواتية تتمثل في تخصيص مقاعد للأحزاب وزيادة عدد المقاعد المخصصة للنساء، داعيةً إلى تمكين النساء واهمية دعم المرأة لنظيراتها من النساء للولوج بأدوار النساء وتعزيز وصولهن لمواقع صنع القرار.
بدوره سلط الرنتاوي في مداخلته الضوء على معدلات الاقتراع مُشيراً إلى أن معدلات الاقتراع في منطقة الأشرفية هي من الأقل بين مناطق المملكة ودوائرها، داعياً إلى ضرورة الانخراط بشكل أكثر فاعلية في الاستحقاق الانتخابي، خاصة وأن انخفاض معدلات المشاركة لا يقتصر على الاقتراع فحسب، بل أن هناك ضعفاً بالمشاركة والإقبال على كافة مجالات المشاركة السياسية بما في ذلك الأحزاب السياسية، حيث كان لافتاً قلة عدد فروع الأحزاب السياسية في المنطقة بالرغم من كثافتها السكانية.
وحول أسباب العزوف أشار الرنتاوي إلى انها تتمثل في المخاوف الأمنية التي خلفتها حقبة الأحكام العرفية منوهاً إلى أنه لم يعد هناك ما يثير اية مخاوف تحول دون المشاركة والانخراط في الحياة السياسية، وحول ضعف الثقة بالعملية الانتخابية أكد الرنتاوي بأن الدولة بكافة مؤسساتها أمام تحدٍ يتمثل بضرورة إدارة وتنظيم انتخابات نيابية بأعلى درجات النزاهة والشفافية لما لذلك من دورٍ في رفع مستويات الثقة في ظل ما شهدته التجارب السابقة خلال العقود الثلاث الفائتة.
وتركزت مداخلات الحضور حول أهمية النهوض بدور الإعلام في التوعية بأهمية المشاركة، وضرورة أن يكون الإعلام منفتحاً على كافة الأحزاب السياسية بشكلٍ متساوٍ لمساعدتها في إيصال صوتها لجمهور الرأي العام، كما أكد المشاركون على دور البيئة التشريعية وتأثيرها في تركيبة المجالس النيابية ومستوى الإقبال على المشاركة.
أشار الحضور في معرض تعقيبهم إلى أهمية استمرار النواب في مناطقهم واهمية تمسكهم في حاضنتهم الاجتماعية وعدم مغادرتها عقب وصولهم لقبة البرلمان، كما نوهوا إلى أن أحد أسباب ضعف مشاركة النساء هو الثقافة الذكورية والبعد العشائري المهيمن على السلوك التصويتي للناخبين، داعين إلى رفع الوعي لدى جمهور الناخبين بمعايير وقواعد اختيار المرشحين ومحاربة مظاهر شراء الأصوات عبر الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، كذلك فقد تساءل المشاركون عن أليات احتساب القوائم الفائزة على مستوى الدوائر المحلية والدائرة العامة.
وكانت رئيسة جمعية بُناة اليرموك الأستاذة رانيا الكوز قد تولت إدارة الحوارية حيث أشارت إلى أهمية المرحلة الراهنة لما تحمله من تطوراتٍ تشريعية ودستورية تستدعي الانخراط والمشاركة لدفع مسار التحديث السياسي، ومؤكدةً على أهمية تكاتف جهود مختلف المؤسسات للقيام بدورها وبخاصة الإعلام لرفع وعي المواطنين بأهمية مشاركتهم وانخراطهم في الانتخابات والأحزاب.