تَنْظِيم التَّعْلِيم الْإِلِكْتِرُونِيّ بَيْنَ مَا تُرِيدُهُ الْوَزَارَة وَمَا يُقَدِّمُهُ الْقِطَاعِ الْخَاصِّ
عايش النوايسة
لَا شَكَّ أَنَّ أَدَوَاتِ وَطُرُق التَّعَلُّم قَدْ تَغَيَّرَتْ فِي مَطْلَعِ الْقَرْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ بِتَأْثِير التَّطَوُّر التِّقَنِيّ وَالرَّقْمُيّ وَانْتِشَارُ مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ مِمَّا سَهْل نَشْر الْمَعْرِفَة وَتَبَادُلِهَا بِشَكْلٍ كَبِيرٍ جِدًّا، لِذَا انْعَكَسَ هَذَا عَلَى تَحْصِيلِ الْمَعْرِفَةِ وَالتَّمَكُّنِ مِنْ الْمَهَارَات لَدَى الطَّلَبَةِ حَيْثُ أَصْبَحَتْ جَمِيعِ الْمَوَادِّ الدِّرَاسِيَّة مُتَاحَة عَلَى الشَّبَكَة الْعَنْكَبُوتبه وَبِطُرُقِ شَتَّى فَيَدْيوهات صَوَّرَ نُصُوص أَصْوَات. إلَخْ، وَهَذَا جَعَلَ هُنَاكَ تَعَلُّمٌ يُرَاعَى أَنْمَاط تَعْلَم الطَّلَبَة الْحِسِّيَّة وَالْبَصْرِيَّة وَالسَّمْعِيَّة، وَسَهُلَ عَلَى أَوْلِيَاءِ الْأُمُورِ عَمَلِيَّات مُسَاعَدَة أَبْنَائِهِمْ فِي عَمَلِيَّاتِ التَّحْصِيل المَعْرِفِيّ.
وَ فِي غُضُونِ انْتِشَار جَائِحَة كُورُونَا تَغَيَّرَ وَجْهُ الْعَالِم بِأَكْمَلِه بِمَا فِي ذَلِكَ قُطَّاع التَّعْلِيم، وَبَاتَتْ الْمَدَارِسِ وَالْجَامِعَاتِ وَالنَّظْم التَّرْبَوِيَّة تَبْحَثُ عَنْ طُرُقِ تَعْلِيم جَدِيدَة، وَمَعَ زِيَادَةٍ الْبَرَامِج الدِّرَاسِيَّة الَّتِي اسْتُخْدِمَتْ الْإنْتَرْنِت وَسِيلَةً لَهَا بَدَلًا مِنْ الْحُضُورِ الْفِعْلِيّ لِلطُّلَّاب، أَصْبَح هُنَاكَ مَطْلَبٌ لِتَحَوُّل بِالتَّعْلِيمِ مِنْ شَكْلِهِ التَّقْلِيدِيّ إلَى التَّعْلِيمِ الْحَدِيثِ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَى اسْتِخْدَامِ التِّكْنُولُوجْيَا بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ فِي تَنْفِيذِ وَتَعْلِيم بَرْنَامَج عَبْرَ الْإِنْتَرْنِتِ مِنْ خِلَالِ تَوْفِير بِيئَة تَعْلِيمِيَّة تَسَمُّح بِالتَّفَاعُل بَيْن الْمُتَعَلِّم وَالكُمْبُيُوتَر مِنْ خِلَالِ عَرَض مَعْلُومَات الدُّرُوس وَشَرْحِهَا بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَإِعْطَاء مَجْمُوعَةٌ مِنَ التَّدْرِيبَات لِتَعَميق التَّعَلُّمُ، أَيْ لِإِدَارَة تَعْلَم الطُّلَّاب وَتَقَييم أَدَائِهِمْ.
وَفِي ضَوْءِ هَذَا التَّطَوُّرُ انْتَشَرَتْ الْمَنْصَات التَّعْلِيمِيَّة بِشَكْلٍ كَبِيرٍ سَوَاءٌ فِي الْقُطَّاعِ الْحُكُومِيّ أَوْ الْقُطَّاعُ الْخَاصّ وَاَلَّتِي تُعْمَلُ مِنْ خِلَالِ مَنْ مُشَارَكَة الطَّلَبَةِ فِي الْأَنْشِطَة التَّعْلِيمِيَّة وَالْفُصُول الدِّرَاسِيَّة عَلَى الْإِنْتَرْنِت مَعَ طُلَّابِ وَمُدَرِّسِين اخَرِين، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الْحَقِيقِيِّ مِنْ خِلَالِ اسْتِخْدَامِ مَنَصَّات الْفِيدْيُو عَلَى الْإِنْتَرْنِت وَأَدَوَات الدَّردشه، حَيْثُ يُعَدُّ التَّوَاصُل هُنَا هُوَ الْمِفْتَاحِ الَّذِي يُتِيحُ لَك الْفُرْصَة لِطَرْح الْأَسْئِلَة وَتَوْضِيح الْمَعْلُومَات، وَهَذَا الِانْتِشَارِ فِي الْقُطَّاعِ الْخَاصَّ وَلَدُ فَوْضَى فِي تَقْدِيمِ الْبَرَامِج التَّعْلِيمِيَّة وَأَدَّى إلَى تَضَارَب كَبِيرٌ مَعَ طَبِيعَةِ الْمِنْهَاج وَالبَرَامِج التَّعْلِيمِيَّة الَّتِي تُقَدِّمُهَا وِزَارَةَ التَّرْبِيَّةِ وَالتَّعْلِيم وَمَا يُقَدَّمُ مِنْ أَنْشِطَة فِي مَجَالِ الْقِطَاعِ الْخَاصِّ ، وَأَدَّى إلَى فَوْضَى وَاسْتَقَوْاء عَلَى مَا يُطْرَحُ مِنْ قِبَلِ الْوَزَارَة مِنْ بَرَامِج أَوْ اخْتِبَارِات أَوْ أَنْشِطَة تَعْلِيمِيَّة، وَأَدَّى كُلُّ ذَلِكَ إلَى أَرْبَاك الطَّلَبَةِ وَأَوْلِيَاء الْأُمُور وَإِشْغَال الْإِعْلَامِ فِي قَضَايَا غَيْرَ ذَاتِ أَهَمِّيَّةٍ تَخُصّ التَّعْلِيم وَهَذَا انْعَكَسَ بِصُورَة سَلْبِيَّةٍ عَلَى الْمُجْتَمَعِ كَكُلٍّ وَأَوْلِيَاء الْأُمُور وَالطَّلَبَة الَّذِين أَثْقَل كَأَهْهلم مِنْ خِلَالِ إشْرَاك الْأَبْنَاءِ فِي هَذِهِ الْمَنْصَات وَمَنْ خِلَال شِرَاء الْمُلَخَّصِات الَّتِي لَا تُغْنِي أَبَدًا عَنْ الْمِنْهَاجِ كُلُّ هَذِهِ الفَوْضَى وَلَدَتْ لَدَى الْمَعْنَيَيْنِ فِي الْجِهَازِ الْحُكُومِيّ التَّرْبَوِيّ بِضَرُورَة وُجُود قَانُونٍ يُنَظِّمُ التَّعَلُّم الْإِلِكْتِرُونِيّ وَيَرْبِطُه مَعَ الْمُؤَسَّسَات التَّرْبَوِيَّة الْمُرَخِّصَة بَعِيدًا عَنْ الْمُتَاجَرَةِ غَيْرِ الْمَشْرُوعَةِ وَالَّتِي انْعَكَسَتْ عَلَى مُسْتَوَى عَمَلِيَّات التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ.
إنْ تَنْظِيم التَّعَلُّم الْإِلِكْتِرُونِيّ وَبِشَكْل خَاصّ الْمَنْصَات وَرَبَطَهَا مَع الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة تَعَدّ مَطْلَب لِلْجَمِيع فَجَوَّدَه التَّعْلِيم وَمَخْرَجًاتِه جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ رُؤْيَةِ التَّحْدِيث الِاقْتِصَادِيّ وَاَلَّتِي أَعْطَتْ لِلتَّعْلِيم وَبَرَامِجَه وَزْنًا كَبِيرٌ فِي تَحْسِينِ الِاقْتِصَاد وَبِمَا يَنْعَكِسُ عَلَى تَوَفُّر فُرَصَ عَمَلٍ نَوْعَيْه تَعْتَمِدُ عَلَى مُخْرَجَات التَّعْلِيمِ عَلَى الْمُسْتَوَى الْمَحَلِّيِّ وَالْعَرَبِيّ. وَالتَّعَلُّم الِافْتِرَاضَى يَتَطَلَّبُ رِقَابِه تَرْبَوِيَّة وَتَعْلِيمُه لِمَا يُقْدَمُ مِنْ خِلَالِهِ وَاَلَّذِي يَتِمُّ مِنْ خِلَالِ اسْتَخْدَم أَدَوَات عَلَى الْإِنْتَرْنِت عَلَى شَكْلِ صَوْتٍ، أَوْ صُورَةٌ، أَوْ فِيدْيُو، أَوْ كَتَبَ إلِكْتِرُونِيَّة وَبَرَامِج الْكِمبيوتر لِتَقْدِيمِ بَرْنَامَج تَعْلِيمِي يَنْسَجِمُ مَعَ أَهْدَاف وَفَلْسَفَة التَّرْبِيَة وَغَايَاتِهَا.