«السياحة الهاشمية» عنوان رئيس للتعريف بالأردن
مروان سوداح -أن نستضيف السائح في المملكة الأردنية الهاشمية، دون أن يزور مواقعها ومعالمها الهاشمية، ظاهرة غير مُرضِية ثقافياً وحضارياً وسياحياً. فالأردن الذي يستند إلى رسالات السماء والنظام والشرعية الهاشمية وتوارث الحُكم واستقرار الدولة، مَدعُو وبقوة إلى تأسيس هذا الشكل الجديد من السياحة، التي باتت ضرورة دولية للتعريف بالمملكة قيادةً وشعباً وتاريخاً وحاضراً.
وأن يزور السائح الأجنبي الأردن لمجرد أن يُشاهِد آثاره التاريخية، ويستمتع في فنادِقه الراقية، ويَستشفي في مياه بحره العلاجي المالح، ويتجوّل في صحرائنا ويُلامس أجواءها الخلابة وتضاريسها وآثار أسلافنا العُظماء فيها، هذا كله لا يكفي للاحاطة بوطننا وفهمه، ولا لإدراك الشمائل الهاشمية لمواطنينا.. فبدون أن يستزيد السائح والزائر بالمعلومات وتاريخ العائلة الهاشمية، واقعها وطريقتها في الإدارة والحكم محلياً، وطبيعة علاقاتها الدولية الطيبة والمُثمرة مع دول العالم أجمع، سيعود إلى بلاده بدون أن يتعرّف عن قُرب على المحور الرئيس الهاشمي للاردن.
منذ سنوات شَحذت فكري وقلمي وعلاقاتي للترويج والتعريف بهذا الشكل من أشكال السياحة في وطننا الأردني، لكن لا أحداً من المسؤولين وأصحاب العلاقة السياحية بادر للاتصال بي للتعاون في هذا المجال الهاشمي للترويج السياحي والثقافي، وبقيت مقالاتي حِبراً على ورق تنتظر مُبادرة فاعلة وحقيقية في هذا المَنحى، الذي تُسارِع مختلف الانظمة السياسية في العالم لوضع خطط متكاملة لتعزيزه.
الألم يَعتصر قلبي لأن شخصيات دولية وعربية وإسلامية ومسيحية ذات وزن هائل سياسياً ودينياً وثقافياً وعلمياً، لم يَسبق لها زيارة أيِّ من مواقع السياحة الهاشمية في المملكة سوى، لربما، (متحف السيارات الملكي الأُردني في عمّان)..
في هذا المجال الوطني الرئيس - (السياحة الهاشمية)، لم يبادر للتشبيك معي بشأنه سوى الشيخ إريك شامغونوف، الذي درس الفِقه ولغة الضاد في جامعة آل البيت، فاتقنها كما يتقنها العربي المتخصّص، وتطوّر شأنه بتسارع في روسيا، إلى أن تبوّأ مركز مُساعد (سماحة شيخ الإسلام المفتي طلعت تاج الدين، رئيس النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، والمفتي الأعلى لروسيا الفيديرالية)، ثم استلم عدة مهام أخرى، وصولاً إلى عمله الراهن المُثمر في (مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا - العالم الاسلامي)، التي تُعنى يومياً بشؤون روسيا مع العالمين العربي والاسلامي. وشامغونوف الذي نشر خلال دراسته العليا في مختلف الصحف اليومية الأردنية مقالات متلاحقة تناول فيها نهج وسياسة ورؤى جلالة الملك عبدالله الثاني والعائلة الهاشمية والأردن والعلاقات بين بلدينا، كان يستمر ببعث تهانيه إلى جلالة الملك، فتسلّم جائزة مهمة من جلالته يُفاخر بها زملائه في روسيا، لذلك هو مهتم بما أنشره في مقالاتي عن السياحة الهاشمية وترويجها في روسيا، ويدعو بلا كلل لتعزيز روابط الزعيمين والدولتين على مِثال زيارة جلالة الملك الأخيرة لروسيا.
إن التعريف بالقيادة الهاشمية الفذة يكتسي أهمية كبرى للأردن الذي تأسـس وازدهر في كنف الهاشميين الأحرار، الذين افتدوا فلسطين الجريحة بدمائهم، وقادوا المملكة من نصر إلى نصر.