تعمدوا بثوب الكذب واللصوصية وتعمدنا بثوب الصدق والوطنية

زهير العزه
عقارب المستجدّات على الصعيد الداخلي وخاصة في مجال إصلاح مؤسساتنا تبدو أنها لا تتحرك أبدا ، بغض النظرعن تحرك هنا أو هناك ضمنَ ضوابطَ معيّنة ما يجعل الصورةَ مكرّرة منذ ان تم الاعلان عن ذهاب الحكومة قدما في برنامج إصلاح هذه المؤسسات.
واذا كنت اؤمن أيمانا مطلقا أن رئيس الوزراء الدكتوربشرالخصاونة ليس لديه النيه فحسب بل العزم على تسريع خطوات الاصلاح المؤسسي وبجهد مرتفع الوتيرة ، فانني كغيري من المراقبين نشعرأن هناك من يحاول عرقلة هذه الخطوات الحكومية بحيث تبدو عجلة الاصلاح متوقفة عند حدود خط البداية .
   شهدنا خلال السنوات الماضية أقلام ومحابر وحناجر بل وموظفين حكوميين وبعض النافذين السابقين ومحسوبين على بعض الجهات الداخلية والخارجية  يقومون بتوجيه الاتهام للحكومة بالتقصير والفساد،  وراحت هذه الأصوات المكتوبة أو المنطوقة، تكيل أسباب الإنهيارات الأخلاقية والسياسية والإقتصادية إلى رئيس الحكومة الدكتور بشرالخصاونة وعموم الوزراء، بإعتبارهم مقيمين على ثقافة الفساد بأشكالها المتعددة.
واذا كان بعض هذا الكلام فيه من الصحة لجهة الفساد الاداري المستفحل عند بعض الوزراء او الامناء العامين أو المدراء للمؤسسات التابعة للحكومة ،لان وجودهم في هذه المناصب جاء نتيجة تدخلات جهوية أومناطقية أو نفعية أو حتى إستزلامية بل أن تعيين بعض الوزراء والمدراء والامناء الفاشلين السابقين في مواقع متقدمة في الشركات أو المؤسسات المملوكة للحكومة يؤكد أن عملية الفساد الاداري ما زالت مستمرة  وتحتاج الى العلاج الفوري .
قبل أيام نشر الكاتب الكبير استاذنا الصحفي عبد السلام الطراونة مقالا عبر فيه عن نفاذ صبره مما يجري في البلاد كما وصف ذلك الاستاذ الصحفي والكاتب ايضا الكبيرالاستاذ بلال التل حيث قال "ينفذ صبرهذا الرجل فيدق ناقوس الخطر،، في مقال طويل نشره مؤخرا، ليعلن احتجاجه على ما وصلت اليه الأحوال في بلدنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، معلنا رفضه لسياسة هندسة الاحزاب والانتخابات، ورفضه لتسيد النفاق والمنافقين للمشهد، مؤكدا رفض الاردنيين للضبابية في التعامل معهم ورفضهم ما يلمسونه من تعدد المرجعيات، فان ذلك يحتم على الجميع، وقفة جادة لمراجعة حقيقية لما يجري في بلدنا وحوله.، هذا بعض المقتطف مما كتبه الاستاذ التل من مقال الاستاذ عبد السلام الطروانة الذي أنصح الجميع بقراءاته بشكل متأني .
إن ما كتبه الاستاذ عبد السلام الطراونة يعبرعن تلك القلة القليلة من أصحاب الرأي التي أمسكت بلهيب الصدق والوطنية ونظافة الكف والانتماء اللامحدود لوطن لا يرون مثله على هذه الارض ، ورفضوا حمل جنسية أي بلد أجنبي بديلا أو مع الجنسية الاردنية ، وهو أيضا يضع أمام المسؤول الذي إن أحب أن يسمع ما يدورفي عقل غالبية من الاردنيين الذين تم خذلانهم من السياسات الحكومية المتعاقبة، ومن قيام قيادات في مؤسسات الدولة  بتوجيه أجهزة الدولة  نحو المصالح والنفعية لتكون فريسة لكل طامع أو انتهازي او فاشل ، ما ادى الى فقدان الانجاز وتراجع اداء الجهاز الحكومي وكذلك انتشار ظاهرة الاستزلام  و"الأنا"  على حساب "النحن" ما ادى الى فقدان الثقة بين هذه المؤسسات بل والدولة برمتها والمواطن، والامثلة على ذلك تبدأ من تركيب المجالس النيابية والاعيان والحكومات والوزراء والمسؤولين وتعيناتهم سفراء او رؤوساء مجالس ادارة اوأعضاء مجالس ادارة او مدراء عامين وغير ذلك من تنفيعات   .
إن الدولة تحتاج الى  إستعادة دور النخبة النظيفة  في إصلاح المجتمع وإعادة الثقة له بمؤسسات دولته ، وإخراجه من عتمة وظلمة "الأنا” الفاسدة وإدخاله إلى رحابة "النحن” والمجموع، وخاصة من خلال المجموعة او القلة النخبوية التي شهدت لهم مسيرتهم الوظيفية اوالمهنية وغالبية من المواطنين ممن عرفوهم وعايشوا مسيرتهم وتعرفوا عليها عن قرب ولم يرتعوا بخيرات الوطن "الرتع الأكل والشرب رغدا والأكل بشره " ، بل عملوا بجد من أجل الوطن ومن أجل خدمته ليرتقي نحو التقدم والمنعة ،لا ان يقع فريسة بين يدي المتسلقين والمهوسين بإلتقاط صورة  يعتقدون أنها تمثل الانجازأو أنهم يخدعون المسؤول من خلال هذه الصورة ،الأمر الذي أدى إلى وقوعهم في حفائر حفروها، فوقعوا في التهلكة الوطنية امام الجمهور واوقعوا الوطن والمواطن في الفقر والعوز والمذلة .
أوافق كغيري من غالبية  الاردنيين استاذنا الكبير عبد السلام الطراونة على أن ما وصلت اليه الأحوال في بلدنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا يندى لها الجبين ، مع التأكيد على  رفضنا سياسة هندسة الاحزاب والانتخابات، كما نشاركه رفضه لتسيد النفاق والمنافقين للمشهدين الاعلامي والسياسي والمناصب القيادية، ومعلنين رفضنا للضبابية في التعامل مع الاردنيين بهذا الشكل الذي يؤكد أن التدخلات في عمل الحكومات والاعلام والاحزاب وغيرها يشير الى تعدد  المرجعيات، وبالتالي كما قال الاستاذ الطراونة لابد من  وقفة جادة لمراجعة حقيقية لما يجري في بلدنا وحوله.
ان ما نشهده من تردي في أداء مؤسساتنا وتحقيق الخسائر يعود الى الفقر الفكري والوطني اضافة الى نقص في عامل الخبرة في المجال المنوط بمن يتسلمون المواقع المتقدمة ،وبالتالي أنصح بتشكيل لجنة تختبرالمراد تعينه في أي موقع غير منتخب من المواطنين  ومراجعة مسيرته المهنية وسنوات خدمته ماذا  انجز خلالها ، بحيث يتم اقصاء الفاشلين ، وتقديم أصحاب الخبرة والقدرات في الصفوف الامامية كما يحدث في الولايات المتحدة الامريكية التي يعشقها بعض مسؤولينا ، فنحن الذين ننصح من مواقعنا المختلفة ، كنا ممن تعمدوا بثوب الصدق والوطنية ونظافة الكف، وبعض من يتسيدون المشهد الان تعمدوا بشوب الخداع والانتهازية واللصوصية،  فهل من يشاركنا قرع ناقوس الخطر ....... يتبع